الخميس 14 / محرّم / 1447 - 10 / يوليو 2025
قَالُوا۟ يَٰشُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيرًا مِّمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَىٰكَ فِينَا ضَعِيفًا ۖ وَلَوْلَا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَٰكَ ۖ وَمَآ أَنتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ ۝ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ [سورة هود:91-92]، يقولون: يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ ما نفهم، كَثِيراً من قولك، وقال الثوري: كان يقال له: "خطيب الأنبياء"".

حُسْن المحاورة، والبيان، والمجاوبة من شعيب كان سبباً لإطلاق خطيب الأنبياء عليه، وورد هذا في بعض الآثار[1].

"قال السدي: وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً قال: أنت واحد، وقال أبو روق: يعنون ذليلاً؛ لأن عشيرتك ليسوا على دينك، وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ أي: قومك، لولا معزتهم علينا لرجمناك، قيل: بالحجارة، وقيل: لسببناك".

الرهط: من الثلاثة إلى العشرة أي: أن رهطه كانوا قلة، فلم يكن قوياً ممنعاً في قومه، وليس له قبيلة كبيرة، وجماعة أقوياء كُثْر يحمونه، وقد قال قومه: تَقَاسَمُوا بِاللَّهِ لَنُبَيِّتَنَّهُ وَأَهْلَهُ ثُمَّ لَنَقُولَنَّ لِوَلِيِّهِ مَا شَهِدْنَا مَهْلِكَ أَهْلِهِ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ [سورة النمل:49]، وقوله: لَرَجَمْنَاكَ قيل: بالحجارة، وقيل: لسببناك، وقيل: لقتلناك.

"وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ أي: ليس عندنا لك معزة".
  1. عن محمد بن إسحاق قال: "وشعيب بن ميكائيل النبي ﷺ بعثه الله نبياً فكان من خبره وخبر قومه ما ذكر الله في القرآن، وكان رسول الله ﷺ إذا ذكره قال: ذاك خطيب الأنبياء لمراجعته قومه. رواه الحاكم في المستدرك (2 / 620) (4071)