"وقوله: وَأُتْبِعُواْ فِي هَذِهِ لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ الآية أي: أتبعناهم زيادة على عذاب النار لعنة في الدنيا، وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ، قال مجاهد: "زيدوا لعنة يوم القيامة فتلك لعنتان".
وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس - ا -: بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ قال: "لعنة الدنيا، والآخرة"، وكذا قال الضحاك وقتادة.
وهو كقوله: وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ [سورة القصص:41-42]، وقال تعالى: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [سورة غافر:46]".
فسر قوله - تبارك وتعالى -: بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ باللعنتين في الدنيا، والآخرة، وهذا لا إشكال فيه، ومعنى الرِّفد الإعانة، فيكون معنى بِئْسَ الرِّفْدُ الْمَرْفُودُ أي: بئس العون الذي قدموه لهم، وأعانوهم به، وذلك بأن أُتبعوا لعنة بعد لعنة.