تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً يحتمل أن يكون المراد بـ دَأَباً أي: كما هو دأبكم، وعادتكم التي كنتم عليها، وهذا المعنى الذي اختاره كبير المفسرين ابن جرير - رحمه الله - وقال بعضهم: تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَباً أي: دائبين، وقال بعضهم: إن قوله: دَأَباً يرجع إلى السنين السبع.
البقرات السمان ترمز للسبع السنين المخصبة، والسبع السنبلات الخضر ترمز للسبع السنين المخصبة، والعجاف والسنبلات الصفراء التي قد التوت، ترمز للسنين العجاف.
يتركوه في سنبله حتى لا تأتيه الآفات التي تتلفه كالسوس وغيرها قال: إِلَّا قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ عبّر بالأكل؛ لأنه هو المقصود.
معنى قوله: يَعْصِرُونَ، أي: ما يعصرون على عادتهم من الزيت، وهذا هو الظاهر المتبادر، وقال بعضهم: إن معنى يَعْصِرُونَ أي: يحلبون، وهذا وإن كان يقال في لغة العرب إلا أنه قليل، وليس ذلك بالظاهر المتبادر، وتحمل معاني القرآن على المتبادر الأكثر والأغلب في الاستعمال، وقال بعضهم: يَعْصِرُونَ أي: ينجون ويحصل لهم النجاة، وهذا قليل في الاستعمال فلا يفسر به مثل هذا الموضع - والله تعالى أعلم -.
وقوله: ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ [سورة يوسف:49] هذا القدر الذي ذكره يوسف ﷺ ليس في نفس الرؤيا - والله تعالى أعلم -، وكأن الله أوحى إليه بذلك، فأخبرهم به زيادة على مضمون الرؤيا التي عبّرها لهم.