الأربعاء 06 / محرّم / 1447 - 02 / يوليو 2025
يَٰبَنِىَّ ٱذْهَبُوا۟ فَتَحَسَّسُوا۟ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَا۟يْـَٔسُوا۟ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ ۖ إِنَّهُۥ لَا يَا۟يْـَٔسُ مِن رَّوْحِ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْكَٰفِرُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"قوله: يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ۝ فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ [سورة يوسف:87-88].

يقول تعالى مخبراً عن يعقوب : إنه ندب بنيه على الذهاب في الأرض يستعلمون أخبار يوسف، وأخيه بنيامين، والتحسس يكون في الخير، والتجسس يكون في الشر.

ونَهّضهم، وبشرهم، وأمرهم أن لا ييأسوا من روح الله أي: لا يقطعوا رجاءهم وأملهم من الله فيما يرومونه، ويقصدونه، فإنه لا يقطع الرجاء، ولا ييأس من روح الله؛ إلا القوم الكافرون".

أصل التحسس هو طلب الشيء بالحواس، اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ أي: اطلبوا خبره، وما آل إليه أمره.

وقوله: وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ أي: من فرجه، وتنفيسه، وأصل الرَوح يقال لنسيم الهواء، وبعض أهل اللغة كالأصمعي يقول: إنه يدل على حركة؛ فصار ذلك يطلق باتساع على ما يتحرك له الإنسان، ويلتذ به، ويسر بحصوله، وقال بعضهم: رَّوْحِ اللّهِ، أي: رحمة الله، وهذه المعاني متقاربة - والله تعالى أعلم -.