قوله: وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ مزجاة أي: القليلة الناقصة غير التامة، والرديئة، بحيث إنها تعطى للتجار فيردونها، ولا يقبلونها، ولا يلتفتون إليها لرداءتها، وسوء حالها، وعدم تمامها، وقال بعضهم: هي دراهم رديئة قليلة، وقال بعضهم: كانت عبارة عن صوف، وسمن، وغير ذلك من الأقوال.
ما قاله سفيان بن عيينة - رحمه الله - استنباطاً من هذه الآية: إن الصدقة لم تكن تحرم على الأنبياء قبل النبي ﷺ فيكون ذلك من خصائصه، ولما جاء النبي ﷺ إلى المدينة، وأراد أن يختبره سلمان الفارسي ، فأعطاه صدقة، فلم يقبلها النبي ﷺ ودفعها إلى أصحابه، فلما جاءه بهدية قبلها.
فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ أي أكمله لنا، والمعنى: عاملنا بهذه البضاعة بما كنت تعاملنا به سابقاً حينما كنا نأتي بالدراهم الصحاح، أو بالبضاعة الجيدة، وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا تكون هذه الصدقة بالزيادة على الكيل، وقد تكون بتكميل ما يقع من النقص، ويحتمل أن قوله: وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا متعلق بقوله: فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ أي: أنك بإيفائك الكيل لنا، وقبول هذه البضاعة المزجاة؛ تكون قد تصدقت علينا.