الثلاثاء 15 / ذو القعدة / 1446 - 13 / مايو 2025
وَإِن مَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِى نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ ٱلْبَلَٰغُ وَعَلَيْنَا ٱلْحِسَابُ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ * أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الأرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [سورة الرعد:40-41].

يقول تعالى لرسوله: وَإِنْ مَا نُرِيَنَّكَ يا محمد بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أي: نعد أعداءك من الخزي والنكال في الدنيا، أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ أي: قبل ذلك، فَإِنَّمَا عَلَيْكَ الْبَلاغُ أي: إنما أرسلناك لتبلغهم رسالة الله وقد فعلت ما أمرت به، وَعَلَيْنَا الْحِسَابُ أي: حسابهم وجزاؤهم، كقوله تعالى: فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ إِلا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأكْبَرَ إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ [سورة الغاشية:21-26].

هنا هذه الآيات تتعلق بقدر الله - تبارك وتعالى -، يعني من قوله: وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ، ثم قال: يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ، ثم قال: وإن ما نرينك بعض الذي نعدهم أو نتوفينك فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب، فكل هذا يتعلق بقدر الله ، فالآية قد يختلف العلماء فيها على أقوال، ويكون فيها قرينة أو قرائن تقوي أحد هذه الأقوال، فيكون ذلك مرجحاً لهذا القول؛ ولهذا ذكرنا أن الأقرب أنها تتعلق بالقدر، وأن ذلك ليس مما يتصل بموضوع النسخ، نسخ القرآن، أو ما يتعلق بالثواب والعقاب، والله أعلم.