قول – تبارك وتعالى -: وَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ لَوْلآ أُنزِلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ المقصود بذلك الآيات التي كانوا يقترحونها على النبي ﷺ وهذه الآية كقوله – تبارك وتعالى -: وَمَا مَنَعَنَا أَن نُّرْسِلَ بِالآيَاتِ إِلاَّ أَن كَذَّبَ بِهَا الأَوَّلُونَ [سورة الإسراء:59]، ولو جاءتهم هذه الآيات التي اقترحوها على النبي ﷺ فلن يؤمنوا.
وقوله - تبارك وتعالى - إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ [سورة الرعد:7] أي: لك قوم دليل يدلهم، ومتبوع يتبعونه، وقائد يقتدون به وهو الرسول الذي يرسله الله إلى قومه وقد قال – تبارك وتعالى -: وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ [سورة فاطر:24]، وقال: وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً [سورة الإسراء:15]، وقال: وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ [سورة يونس:47]، فمن أهل العلم من فسر الهادي هنا بالرسول، وهو اختيار الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله -.
وقال بعض أهل العلم: وَلِكُلِّ قَوْمٍ هَادٍ، أي: داعٍ يدعوهم، وهذا وهو اختيار ابن جرير – رحمه الله - ولم يحدد – رحمه الله - هذا الداعي من هو، فجائز أن يكون الرسول، وجائز أن يكون داعية بعد الرسول، وجائز أن يكون هذا الهادي يهديهم إلى النار، كما قال الله : وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يُنصَرُونَ [سورة القصص:41].