قَالَ رَبِّ بِمَآ أَغْوَيْتَنِي لأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَلأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيّ مُسْتَقِيمٌ إِنّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاّ مَنِ اتّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ وَإِنّ جَهَنّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلّ بَابٍ مّنْهُمْ جُزْءٌ مّقْسُومٌ[سورة الحجر:39-44].
يقول تعالى مخبراً عن إِبليس وتمرده وعتوه أنه قال للرب: بِمَآ أَغْوَيْتَنِي أي: بسبب ما أغويتني وأضللتني، لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ أي: لذرية آدم ، فِي الْأَرْضِ أي: أحبب إليهم المعاصي وأرغبهم فيها وأؤزهم إليها، وأزعجهم إليها إزعاجاً، وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ أي: كما أغويتني وقدرت عليّ ذلك، إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ كقوله: أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلاً، قال الله تعالى له متهدداً ومتوعداً: هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ أي: مرجعكم كلكم إليّ، فأجازيكم بأعمالكم إن خيراً فخير وإن شراً فشر.