الثلاثاء 02 / ربيع الأوّل / 1447 - 26 / أغسطس 2025
أَوَلَمْ يَرَوْا۟ إِلَىٰ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ مِن شَىْءٍ يَتَفَيَّؤُا۟ ظِلَٰلُهُۥ عَنِ ٱلْيَمِينِ وَٱلشَّمَآئِلِ سُجَّدًا لِّلَّهِ وَهُمْ دَٰخِرُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

أَوَ لَمْ يَرَوْاْ إِلَىَ مَا خَلَقَ اللّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيّأُ ظِلاَلُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالْشّمَآئِلِ سُجّداً لِلّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ ۝ وَلِلّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ مِن دَآبّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ ۝ يَخَافُونَ رَبّهُمْ مّن فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ [سورة النحل:48-50].

يخبر تعالى عن عظمته وجلاله وكبريائه الذي خضع له كل شيء، ودانت له الأشياء والمخلوقات بأسرها جماداتها وحيواناتها، ومكلفوها من الإنس والجن، والملائكة، فأخبر أن كل ما له ظل يتفيأ ذات اليمين وذات الشمال، أي: بكرة وعشياً فإنه ساجد بظله لله تعالى، قال مجاهد: إذا زالت الشمس سجد كل شيء لله ، وكذا قال قتادة والضحاك وغيرهم، وقوله: وَهُمْ دَاخِرُونَ أي: صاغرون.

قوله: يَتَفَيّأُ ظِلاَلُهُ التفيؤ يكون بعد انتصاف النهار، والمعنى العام الذي تفسر به الآية يَتَفَيّأُ يعني: يتنقل ذات اليمين وذات الشمال، وإنما يقال له: فيء إذا كان بعد انتصاف النهار، هذا هو الفيء، وما قبله يقال له: ظل، والفيء من فاء إذا رجع، فإذا رجع الظل ثانية بعد أن نسخته الشمس يقال له: فيء، فالظل الثابت الذي يُرى يقال له إذا طلعت الشمس ظل، فلا تزال الشمس تنسخه وينقص حتى يذهب، ولا يبقى إلا فيء الزوال، ثم بعد ذلك تنتقل الشمس إلى الناحية الأخرى فينتقل الظل إلى الجانب الآخر، فهذا الذي ينتقل إلى الجانب الآخر بعدما زال الظل جميعاً يقال له: فيء، انتقل الظل من هذه الناحية إلى هذه الناحية، يَتَفَيّأُ ظِلاَلُهُ، فمن قال: يتنقل ظلاله، ينتقل ذات اليمين وذات الشمال، فهو يرجع إلى هذا المعنى - والله أعلم -.