الزَّرد: حِلق الدروع، وحلق المِغْفر.
قوله: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً، "قال قتادة: يعني الشجر"، هنا لم يحمله على أعم من هذا المعنى؛ لأن الله ذكر بعده الجبال فقال: مِنَ الْجِبَالِ أَكْنَاناً، لما خلق ظلالاً، فلو أنه اقتصر على الظلال {مِمَّا خَلَقَ ظِلالاً} ولم يذكر الجبال بعده لفسر بأعم من ذلك، ولكن لما ذكر الجبال صار الظلال بالشجر، والجبال يوجد فيها ما يكنهم من المطر ومن حر الشمس، بما فيها من الغيران والكهوف والتجاويف وما إلى ذلك.
قوله: مِّنَ الْجِبَالِ أَكْنَانًا وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرَّ قال: "وهي الثياب من القطن والكتان والصوف"، قال: وَجَعَلَ لَكُمْ سَرَابِيلَ تَقِيكُمُ الْحَرّ وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ، ولم يذكر البرد مع أن الناس بحاجة إلى ما يقيهم من البرد، قال بعض أهل العلم: إنه ذكر الأهم باعتبار أن أول من خوطب بالقرآن هم العرب، وكانت بلادهم حارة، واشتهرت بذلك، فهم بحاجة إلى ما يقيهم من حر الشمس، وبعضهم يقول: هذا من باب الاكتفاء، أي أنه ذكر أحد القبيلين ليدل به على الآخر، والتقدير "سرابيل تقيكم الحر والبرد"، ثم قال: وَسَرَابِيلَ تَقِيكُم بَأْسَكُمْ وهو ما يلبس في الحرب مما يتقي به الإنسان الطعن والضرب وما إلى ذلك، وقوله: لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ قال: هكذا فسره الجمهور، يعني ليكون عوناً لكم على طاعته وعبادته، قال: وقرءوه بكسر اللام من تُسلِمون أي: من الإسلام، وفي قراءة عن عكرمة وهي مروية عن ابن عباس - ا - ولا تصح عنه: لعلكم تَسلَمون بفتح اللام يعني أن هذه السرابيل تقيهم بأسهم في الحرب لعلهم يَسلَمون أي من أجل أن يسلَموا، فتكون "لعل" بمعنى التعليل، يلبسونها من أجل السلام في الحرب، فلا يصيبهم السلاح الذي يضربهم به عدوهم، لَعَلَّكُمْ تَسْلَمُونَ أي من أجل أن تسلَموا، والقراءة المتواترة هي القراءة المعتبرة لَعَلَّكُمْ تُسْلِمُونَ أي: أن الله هيأ لكم هذه النعم وأفاض عليكم هذه الألطاف من أجل أن تستعينوا بها على طاعة الله ، لا أن تستعينوا بها على معصيته، - والله أعلم -.