كُلًّا نّمِدّ هَؤُلاءِ وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبّكَ مَحْظُوراً انظُرْ كَيْفَ فَضّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىَ بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً [سورة الإسراء:20-21].
يقول تعالى: كُلًّا : أي كل واحد من الفريقين: الذين أرادوا الدنيا والذين أرادوا الآخرة نمدهم فيما فيه[1] مِنْ عَطَاءِ رَبّكَ أي: هو المتصرف الحاكم الذي لا يجور، فيعطي كلًّا ما يستحقه من السعادة والشقاوة، فلا راد لحكمه ولا مانع لما أعطى ولا مغير لما أراد؛ ولهذا قال: وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبّكَ مَحْظُوراً أي: لا يمنعه أحد، ولا يرده راد، قال قتادة: وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبّكَ مَحْظُوراً أي: منقوصاً، وقال الحسن وغيره: أي ممنوعاً،
- وفي بعض النسخ من الأصل (تفسير ابن كثير): " نمدهم فيما هم فيه"، (5/63) طبعة دار طيبة، تحقيق: سامي بن محمد سلامة.