الأحد 06 / ذو القعدة / 1446 - 04 / مايو 2025
ٱنظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ ۚ وَلَلْءَاخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَٰتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

ثم قال تعالى: انظُرْ كَيْفَ فَضّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىَ بَعْضٍأي: في الدنيا، فمنهم الغني والفقير وبين ذلك، والحسن والقبيح وبين ذلك، ومن يموت صغيراً، ومن يعمر حتى يبقى شيخاً كبيراً وبين ذلك،وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً أي: وَلَتفاوتهم في الدار الآخرة أكبر من الدنيا، فإن منهم من يكون في الدركات في جهنم وسلاسلها وأغلالها، ومنهم من يكون في الدرجات العلى ونعيمها وسرورها، ثم أهل الدركات يتفاوتون في ما هم فيه، كما أن أهل الدرجات يتفاوتون، فإن الجنة مائة درجة ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، وفي الصحيحين:  إن أهل الدرجات العلى ليرون أهل عليين كما ترون الكوكب الغابر في أفق السماء [1]؛ ولهذا قال تعالى: وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً.
  1. لم أجده في الصحيحين بهذا اللفظ وإنما رواه أحمد في المسند (17/302)، برقم (11206)، وقال محققوه: إسناده ضعيف، وإنما الموجود في الصحيحين حديث عن أبي سعيد الخدري : عن النبي ﷺ قال:  إن أهل الجنة يتراءون أهل الغرف من فوقهم كما تتراءون الكوكب الدري الغابر في الأفق من المشرق، أو المغرب لتفاضلِ ما بينهم ، قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم؟ قال:  بلى والذي نفسي بيده رجال آمنوا بالله وصدقوا المرسلين ، رواه البخاري، كتاب بدء الخلق، باب ما جاء في صفة الجنة وأنها مخلوقة، برقم (3083)، ومسلم، كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب ترائي أهل الجنة أهل الغرف كما يرى الكوكب في السماء، برقم (2831).