الأحد 06 / ذو القعدة / 1446 - 04 / مايو 2025
لَّا تَجْعَلْ مَعَ ٱللَّهِ إِلَٰهًا ءَاخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُومًا مَّخْذُولًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

 لاّ تَجْعَل مَعَ اللّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً مّخْذُولاً، يقول تعالى - والمراد المكلفون من الأمة -: لا تجعل أيها المكلف في عبادتك ربك له شريكاً،  فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً أي: على إشراكك به، مّخْذُولاً؛ لأن الرب تعالى لا ينصرك بل يكلك إلى الذي عبدت معه، وهو لا يملك لك ضراً ولا نفعاً؛ لأن مالك الضر والنفع هو الله وحده لا شريك له، وقد روى الإمام أحمد عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ :  من أصابته فاقة فأنزلها بالناس لم تُسد فاقته، ومن أنزلها بالله أوشك الله له بالغنى، إما أجل عاجل وإما غنى عاجل . رواه أبو داود والترمذي، وقال الترمذي: حسن صحيح غريب.

قوله تبارك وتعالى: فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً قال: "أي على إشراكك به،  مّخْذُولاً ؛ لأن الرب تعالى لا ينصرك"، فَتَقْعُدَ هذه اللفظة تدل على معنىً أصلي ومعنىً فرعي، يمكن أن يقال: فَتَقْعُدَ يعني تصير إلى حال وهي ما ذكر، وهي تدل على أن هذا الإنسان بفعله هذا بالإشراك بالله   يتورط ولا يستطيع النهوض والخلاص من هذه البلية التي وقع فيها؛ ولهذا قال:  مَذْمُوماً مّخْذُولاً ، ليس له ناصر؛ ولهذا قال الله : وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ [سورة البقرة:123]، نفى عنهم كل ما يتخلصون به من فدية ونصر، أو وساطة وشفاعة، وهذا هو الخذلان، لا يجد من يخلصه أو ما يخلصه.