قوله تبارك وتعالى: فَتَقْعُدَ مَذْمُوماً قال: "أي على إشراكك به، مّخْذُولاً ؛ لأن الرب تعالى لا ينصرك"، فَتَقْعُدَ هذه اللفظة تدل على معنىً أصلي ومعنىً فرعي، يمكن أن يقال: فَتَقْعُدَ يعني تصير إلى حال وهي ما ذكر، وهي تدل على أن هذا الإنسان بفعله هذا بالإشراك بالله يتورط ولا يستطيع النهوض والخلاص من هذه البلية التي وقع فيها؛ ولهذا قال: مَذْمُوماً مّخْذُولاً ، ليس له ناصر؛ ولهذا قال الله : وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ تَنفَعُهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ [سورة البقرة:123]، نفى عنهم كل ما يتخلصون به من فدية ونصر، أو وساطة وشفاعة، وهذا هو الخذلان، لا يجد من يخلصه أو ما يخلصه.