الجمعة 09 / ذو الحجة / 1446 - 06 / يونيو 2025
وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِى هَٰذَا ٱلْقُرْءَانِ لِيَذَّكَّرُوا۟ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلَّا نُفُورًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِيَذَّكَّرُواْ وَمَا يَزِيدُهُمْ إِلاَّ نُفُورًا[سورة الإسراء:41].

يقول تعالى:وَلَقَدْ صَرَّفْنَا لِلنَّاسِ فِي هَذَا الْقُرْآنِ [سورة الإسراء:89] أي: صرفنا فيه من الوعيد؛ لعلهم يذكرون ما فيه من الحجج والبينات والمواعظ، فينزجروا عما هم فيه من الشرك والظلم والإفك، وَمَا يَزِيدُهُمْ أي: الظالمين منهم إِلاّ نُفُوراً أي: عن الحق وبعداً منه.

قوله :وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ التصريف في الأصل هو صرف الشيء من جهة إلى جهة، أو المغايرة، أي غايرَ في هذا القرآن بين المواعظ، وجاء بها على صروف وضروب متنوعة، من أجل أن يتعظوا ويعتبروا، ولكنّ الكثيرين لم يزدهم هذا إلا إعراضاً ونفوراً وتباعداً، وعلى كل حال الله - تبارك وتعالى - كما قال الحافظ ابن كثير: "صرفنا فيه من الوعيد لعلهم يذكرون ما فيه من الحجج والبينات"، وتارة يأتي بأخبار المكذبين، وما حصل لهم من النقم والمَثُلات، وتارة يأتي بما يدل على عظمته وقوته وجبروته، وتارة يأتي فيه بما يدل على عظم جزائه في الآخرة، في الجنة أو النار.