قوله: وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا الَّذِينَ كَانَتْ أَعْيُنُهُمْ فِي غِطَاء عَن ذِكْرِي وَكَانُوا لَا يَسْتَطِيعُونَ سَمْعًا أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَن يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِن دُونِي أَوْلِيَاء إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلًا [سورة الكهف:100-102].
يقول تعالى مخبراً عما يفعله بالكفار يوم القيامة أنه يعرض عليهم جهنم؛ أي يبرزها لهم ويظهرها؛ ليروا ما فيها من العذاب والنكال قبل دخولها؛ ليكون ذلك أبلغ في تعجيل الهمّ والحزن لهم. وفي صحيح مسلم عن ابن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: يؤتى بجهنم تقاد يوم القيامة بسبعين ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك[1].
قوله: وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا، بعض أهل العلم يقول: إن اللام في قوله: لِّلْكَافِرِينَ بمعنى "على"، وتعرفون أن حروف الجر تتناوب، وأن بعضها ينوب عن بعض، فتأتي اللام بمعنى "على"، وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا [سورة الكهف: 100]، أي: على الكافرين، كما يقول الله - تبارك وتعالى - في مواضع من القرآن: وَيَوْمَ يُعْرَضُ الَّذِينَ كَفَرُوا عَلَى النَّارِ [سورة الأحقاف: 20]، يعرضون على النار، فهم يعرضون على النار، وهي تعرض أيضاً عليهم، وقوله: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا [سورة غافر:46]، فمن أهل العلم من يقول: إن قوله: وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِّلْكَافِرِينَ عَرْضًا أي: على الكافرين عرضا، ليكون ذلك أعظم وأشد في عذابهم، حيث يرونها قبل مواقعتها فيصيبهم ما يصيبهم من الهول والفزع.
- الحديث جاء عند مسلم، في كتاب الجنة وصفة نعيمها وأهلها، باب في شدة حر نار جهنم وبُعد قعرها وما تأخذ من المعذبين (4/2184)، برقم: (2842)، من حديث عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله ﷺ: يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها .