المِكتل هو الزنبيل، والذي لا يعرف الزنبيل فهو المِكتل، تعرفون الذي يوضع فيه التمر ويخصف من الجريد، هذا يقال له: مِكتل، وكان الناس إلى عهد قريب يضعون فيه الطعام.
فاضطرب وكان في مِكتل مع يوشع ، وطَفَر من المِكتل إلى البحر، فاستيقظ يُوشع وسقط الحوت في البحر، فجعل يسير في الماء، والماء له مثل الطاق لا يلتئم بعده؛ ولهذا قال تعالى: فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا [سورة الكهف:61] أي: مثل السَرَب في الأرض.
قال ابن جريح: قال ابن عباس - ا -: صار أثره كأنه حَجَر.
وروى محمد بن إسحاق عن ابن عباس عن أبيّ بن كعب قال: قال رسول الله ﷺ حين ذكر حديث ذلك: ما انجاب ماء منذ كان الناس غيره، ثبت مكان الحوت الذي فيه، فانجاب كالكُوّة حتى رجع إليه موسى فرأى مسلكه، فقال: ذَلِكَ مَا كُنَّا نَبْغِ [1].
قوله: فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَبًا [سورة الكهف:61] يعني: أن المكان الذي دخل فيه الحوت بقي كأنه جحر، أو نفق، أو سرب لم ينطبق عليه الماء، وإنما بقي ذلك كأنه في اليابسة، بل صار الماء منكفئاً عنه، وبقي مكان دخول الحوت كالجحر في الماء، يراه الإنسان ويشاهده دون أن ينزل عليه الماء ويرجع إلى هيئته التي كان عليها، فهو جحر في الماء والماء يكون دونه، هذا معنى سرباً، السرب هو النفق أو الجحر، وهذا لا يكون عادة في الماء، ولكنها آية جعلها الله لموسى من أجل أن يعرف ويرى هذا المكان الذي دخل منه الحوت.
- أخرجه الطبري (15/273) من طريق محمد بن إسحاق عن ابن شهاب الزهري.