الجمعة 04 / ذو القعدة / 1446 - 02 / مايو 2025
قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُۥ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَىٰ رَبِّهِۦ فَيُعَذِّبُهُۥ عَذَابًا نُّكْرًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

في قوله: أَمَّا مَنْ ظَلَمَ أي: من استمر على كفره وشركه بربه فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ قال قتادة: بالقتل.

وقوله: ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُكْرًا أي: شديدًا بليغًا وجيعًا أليمًا، وفيه إثبات المعاد والجزاء.

كأنه فهم أنه يعذب بالقتل لأنه ذكر بعده: ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ، ولكن هذا ليس بلازم، ولا يدل على القتل قطعاً، قد يعذبه ثم يرد، فإن"ثم" تدل على التعقيب والتراخي، يعذب بعد ذلك لمّا يموت يرد إلى ربه، لكن لو أنه قال مثلاً: فسوف نعذبه فيرد إلى ربه، كان هذا أقرب وإن كانت أيضاً هذه ليست بقاطعة، فالفاء للتعقيب المباشر، ويمكن أن يقال أيضاً: إن تعقيب كل شيء بحسبه، وسبق الإشارة إلى هذا، فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً [سورة المؤمنون:14]، مع أن بينهما أربعين يوماً، أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا [سورة الرعد:17]، فلا تسيل الأودية بمجرد نزول المطر، وإنما حتى يجتمع الكثير منه فتسيل الأودية؛ لأنه يحتاج وقتاً، وهكذا فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً [سورة الحج:63] يحتاج إلى وقت أيضاً.