قوله: وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ على هذه القراءة يقول: أي: ومما أمر به عيسى قومه وهو في مهده أن أخبرهم إذ ذاك أن الله ربه وربهم، وأمرهم بعبادته، قال: وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ القراءة الأخرى المتواترة قراءة أهل المدينة وابن كثير وأبي عمرو: وأن الله ربي وربكم بمعنى: ولأن الله ربي وربكم، فعيسى - عليه الصلاة والسلام - خاطبهم فـ: قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا [سورة مريم:30-33] وَإِنَّ اللَّهَ رَبِّي وَرَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ [سورة مريم:36] من جملة الخطاب الذي خاطبهم به، والقراءة الثانية وأن الله ربي وربكم فاعبدوه أي: لأن الله ربي وربكم فاعبدوه، وفرق بين المعنيين ظاهر.