"وقوله: إِنَّا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا وَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ يخبر تعالى أنه الخالق، المالك، المتصرف، وأن الخلق كلهم يهلكون، ويبقى هو - تعالى وتقدس -، ولا أحد يدعي ملكاً، ولا تصرفاً، بل هو الوارث لجميع خلقه، الباقي بعدهم، الحاكم فيهم، فلا تظلم نفس شيئاً، ولا جناح بعوضة، ولا مثقال ذرة.
روى ابن أبي حاتم عن حزم بن أبي حزم القطعي قال: كتب عمر بن عبد العزيز إلى عبد الحميد بن عبد الرحمن صاحب الكوفة: "أما بعد، فإن الله كتب على خلقه حين خلقهم الموت، فجعل مصيرهم إليه، وقال فيما أنزل في كتابه الصادق الذي حفظه بعلمه، وأشهد ملائكته على حفظه: إنه يرث الأرض، ومن عليها، وإليه يرجعون"".