قوله - تبارك وتعالى -: وكان يأمر أهله بالصلاة: مثل هذا التركيب: الفعل المضارع المسبوق بفعل الكون الماضي: كان يأمر، كان يفعل؛ يدل على المداومة، والتكرار، والملازمة للشيء، فكان يفعل ذلك بصورة مستمرة يفعله حيناً بعد حين، وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الْإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الْجِنِّ [سورة الجن:6]، هذا من عادتهم وديدنهم وَأَنَّهُ كَانَ يَقُولُ سَفِيهُنَا عَلَى اللَّهِ شَطَطًا [سورة الجن:4]، وما شابه ذلك.
وأما قوله: وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ يحتمل أن يكون المراد بالزكاة زكاةَ المال، وأن هذه الأمور كانت مشروعة عندهم، وإن اختلفت تفاصيلها في هذه الشريعة، والقرينة الدالة على ذلك هو الاقتران مع الصلاة، فإن الغالب في القرآن هو اقتران الصلاة مع الزكاة إذا كانت متعلقة بالمال، ويحتمل أن يكون المراد بذلك تزكية النفس، والتطهير لها من أدران الشرك، والمعاصي - والله تعالى أعلم -.
- رواه أبو داود، أبواب الإمامة، باب قيام الليل، برقم: (1308) وصححه الألباني، انظر صحيح الجامع برقم (3494).
- رواه ابن ماجه، كتاب إقامة الصلاة والسنة فيها، باب ما جاء فيمن أيقظ أهله من الليل، برقم: (1336).