والأمة من معانيها الجماعة، فهؤلاء الأنبياء الذين عدّدهم يقول: إن هؤلاء قد مضوا بأعمالهم، وآمالهم، وأفضوا إلى الله - عز، وجل -، وعنده يلقون جزاءهم، وأما أنتم فليس لكم إلا العمل الصالح الذي يرضي وجهه - تبارك، وتعالى - فتقربوا إليه بالتوحيد، والانقياد، والاستقامة على دينه الذي شرعه، واعلموا أنه لا ينفعكم التكثر بهؤلاء الأنبياء، والدعاوى الباطلة أنهم كانوا على دينكم، فإن كنتم تريدون ما عند الله فكونوا على ما كانوا عليه، أما الدعاوى الفارغة فإنها لا تنفع أصحابها، والمتكثر بالصالحين، والأخيار، وأنه من نسلهم، وأنه على دينهم، ومنهاجهم، وشريعتهم، وهو أبعد ما يكون عنهم، بعقائدهم، وأعمالهم، وأخلاقهم فإن هذا لا يغني عنه من الله شيئاً، وهذا أصل كبير يحتاج الإنسان إلى معرفته، والعمل بمقتضاه، فالآخرة دار لا تصلح للمفاليس.
يقول تعالى: وَلاَ تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [سورة البقرة:134]، يعني لهم أعمالهم، والله هو الذي يتولى عباده، ويجازيهم على ذلك، فدعوا عنكم هذه المنازعة، والتكثر بهؤلاء، وأنتم تتخبطون، وتتمرغون في أودية الشرك، والضلال.
- أخرجه مسلم في كتاب الذكر، والدعاء، والتوبة، والاستغفار - باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن، وعلى الذكر (2699) (ج 4 / ص 2074).