يقول تعالى مخبراً عما أنذر به آدم وزوجته وإبليس حين أهبطهم من الجنة، والمراد الذرية: إنه سينزل الكتب، ويبعث الأنبياء والرسل؛ كما قال أبو العالية: "الهُدَى: الأنبياء، والرسل، والبينات، والبيان".في الآية الأولى يقول تعالى: وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [سورة البقرة:36].
وفي هذه الآية يقول سبحانه: قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [سورة البقرة:38].
يُلاحظ أنه كرر الأمر بالهبوط في الآيتين، ففي الآية الأولى مع الأمر بالهبوط ذكر العداوة بين آدم وإبليس، وذكر أن الأرض صارت مستقراً لهم، وفيها يتمتعون، وفي الآية الثانية ذكر مع الأمر بالهبوط مجيء الهدى، فهل الهبوط المذكور في الآية الثانية هو نفسه الهبوط المذكور في الآية الأولى، بحيث إن الأول تعلق بمعنى هي العداوة مع إبليس والاستقرار في الأرض، وكرره هنا من قبيل التأكيد، إضافة إلى تعلق معنى يختص به هنا وهو: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى الآية، أم أن الهبوط المذكور في الآية الثانية غير الهبوط المذكور في الآية الأولى؟
بعض أهل العلم كالحافظ ابن القيم - رحمه الله - يقول: إن الهبوط الأول غير الهبوط الثاني، فالهبوط الأول كان من الجنة، والهبوط الثاني كان من السماء إلى الأرض، مع أن الهبوط الأول قال الله فيه: وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ [سورة البقرة:36]، وفي الهبوط الثاني قال: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى [سورة البقرة:38].
فابن القيم - رحمه الله - بهذا القول جرى على القاعدة المعروفة وهي أن "التأسيس مقدم على التوكيد"، بمعنى أنه مهما أمكن أن يحمل اللفظ الآخر المرادف، أو المشابه، أو المطابق على معنى جديد؛ فإن ذلك أولى من حمله على نفس المعنى الأول بناء على التأكيد.
فالتأسيس يعني أنك تؤسس معنى جديداً، ولا شك أن ذلك يكثر المعاني القرآنية ودلالتها أكثر من أن يقال: إن ذلك لمجرد التوكيد، فيكون لكل لفظة معنى جديداً يخصها غير المعنى الأول، وهذا هو معنى قاعدة "التأسيس مقدم على التوكيد"، فابن القيم سار على هذا وإن لم يصرح بالقاعدة.
وعامة أهل العلم لا يتعرضون لمثل هذا في الغالب، وكأنهم يجرون على أن الأمر بالهبوط في الأول هو نفس الأمر بالهبوط في الثاني أي كله أمر بالهبوط من الجنة، ولربما دل على ذلك ظاهر القرآن، وذلك في قوله: قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا [سورة البقرة:38]، فقوله: مِنْهَا يعني من الجنة؛ حيث هي المذكورة في ثنايا الآيات، وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ [سورة البقرة:35]، ثم أمرهم بالهبوط منها، فيكون ذلك عائداً إلى الجنة؛ لأنها المذكورة المصرح بها.
وابن القيم - رحمه الله - ومن وافقه بماذا يعلل قوله، وكيف يرد على هذا الإشكال؟
هو وإن لم يصرح لكنه يستطيع أن يقول: إن الضمير يصح أن يرجع إلى غير مذكور، وإنما يفهم ذلك من السياق، ومثال رجوع الضمير إلى غير مذكور قوله تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ [سورة القدر:1]، فالضمير في قوله: أَنزَلْنَاهُ يعود إلى القرآن، ولم يرد له ذكر في السابق؛ لكنه يفهم من السياق، وأمثلة ذلك كثيرة جداً في القرآن، وهذا يدل على أنه لا شك أن الضمير يرجع إلى غير مذكور، لكن هل هذا هو المراد هنا في قوله تعالى: قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً [سورة البقرة:38]؟
الأصل أن الضمير في قوله: اهْبِطُواْ مِنْهَا يرجع إلى ما سبق من ذكر الجنة، وسكنى آدم فيها دون السماء، وإن كان القول بأنه الجنة أيضاً يتضمن ما ذكره ابن القيم وزيادة، لأن الجنة هي أصلاً في السماء، فيكون: قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا أي من الجنة التي هي في السماء، لكن ابن القيم - رحمه الله - يريد ما هو أكثر من هذا، وهو أنه تم إخراجه من الجنة - كما في الجملة الأولى -، وبقي في السماء، وأنه الآن يؤمر بالهبوط من السماء إلى الأرض وليس من الجنة، إلا أن ظاهر الآيات يدل على أن الضمير يعود إلى الجنة في الآيتين، والله أعلم.
قوله: قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً [سورة البقرة:38]: يعني آدم، وإبليس، وحواء، هذا هو الراجح من أقوال المفسرين.
وقوله: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [سورة البقرة:38-39]، هذا الخطاب موجه لآدم وحواء، وما دام آدم نبياً فالأصل أن يكون ذلك الخطاب متوجهاً للذرية، حيث بعث الله لهم الأنبياء والرسل - عليهم الصلاة والسلام -، وأنزل عليهم الكتب، وهذا له نظائر في القرآن، حيث يكون الحديث في بدايته عن شخص، أو عن معنى، أو عن جهة، ثم بعد ذلك تجد طرفه الآخر متحدثاً به عن قضية أخرى، وهذا يسمونه: الموصول لفظاً، المفصول معنىً، وله أمثلة، وهو أنواع، فتارة يكون ذلك من قول أكثر من واحد.
ومن أمثلة ذلك: قول الله في مناظرة إبراهيم المذكورة في سورة الأنعام لما خوفوه بآلهتهم قال لهم: وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلاَ تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُم بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ [سورة الأنعام:81-83]، فقوله: الَّذِينَ آمَنُواْ هل هو من قول إبراهيم أو من قول الله تعالى؟
ظاهر الكلام في تتابعه أنه من كلام إبراهيم، لكن من أهل العلم من يقول: انتهى كلام إبراهيم، فهذا كلام الله يقرر فيه ما ذكره إبراهيم، وهو أن الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ [سورة الأنعام:82].
ويقول الله تعالى في قصة يوسف: قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ [سورة يوسف:51-52]، فقوله تعالى: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ هل هذا من كلام امرأة العزيز، أم هو من كلام يوسف عليه الصلاة والسلام؟
الكلام متصل، وامرأة العزيز هي التي تتحدث، فهل انقطع الكلام وصار الكلام الآن ليوسف: ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ [سورة يوسف:52]؟
خذ مثالاً آخر: قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ [سورة النمل:34]، هذا كلام بلقيس ملكة اليمن، لكن آخر الآية: وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ مع أنه متصل لكنه ليس من كلامها وإنما هو من كلام الله يقرر ما ذكرَته، ويثبته.
المقصود أن هذه صور أو أمثلة للكلام المتصل الذي يكون ظاهره لقائل واحد وهو في الواقع لأكثر من قائل.
وهناك صور وأمثلة يكون فيها المُتَحدَّث عنه أكثر من موضوع، أو أكثر من معنى، أو أكثر من جهة، أو أكثر من شخص.
ومن أمثلة ذلك آية الأعراف التي يقول الله فيها: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ هذا الجزء من الآية الكلام فيه عن آدم وحواء.
ثم يقول الله تعالى: فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ [سورة الأعراف:189].
ثم انظر ماذا يقول بعد ذلك: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ [سورة الأعراف:190-191]، هل هذا الكلام عن آدم وحواء أيصح أن يكون آدم نبياً ويشرك بالله؟
جاءت آثار أنه سمى ولده عبد الحارث، وأن الشيطان جاءهم، وقال لحواء: يخرج له قرن أيل، ويشق بطنك، إلى آخر ذلك الكلام الذي لا يظن بآدم ﷺ، وإنما هذا الأسلوب في الكلام هو من المتصل لفظاً المفصول معنىً، وهو من النوع الثاني، حيث بدأ الحديث في الآية الأولى عن آدم وحواء، ثم انتقل الحديث عن الذرية في قوله تعالى: فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا أي: الأب والأم من الآدميين يقع فيهم من الإشراك أن يجعلا لله شركاء فيما يؤتيهما الله تعالى.
ومما يدل على أن المقصود بذلك ذرية آدم أنه ختم الآية بصيغة الجمع عند تنزيهه لنفسه حيث قال: فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ [سورة الأعراف:190]، ثم أرجع ضمير الجمع في استنكاره عليهم فقال: أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ [سورة الأعراف:191].
إذن: ليس المقصود في هذا الكلام المتصل آدم وحواء، وإنما هذا الاتصال هو نوع آخر من الكلام المتصل لفظاً المنفصل معنىً، ومثل هذا قوله تعالى: قُلْنَا اهْبِطُواْ مِنْهَا جَمِيعاً فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [سورة البقرة:38].
فالأمر بالهبوط إلى الأرض لآدم وإبليس، وحواء تبع لآدم، وقوله: فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ خطاب لذرية آدم على ما ذكره الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى - والله أعلم.
قال المفسر - رحمه الله تعالى - في تفسير قوله: فَمَن تَبِعَ هُدَايَ [سورة البقرة:38] أي: من أقبل على ما أنزلت به الكتب، وأرسلت به الرسل فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ [سورة البقرة:38]، أي: في ما يستقبلونه من أمر الآخرة وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ على ما فاتهم من أمور الدنيا، كما قال تعالى في سورة طه: قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى [سورة طه:123]، قال ابن عباس - ا -: فلا يضل في الدنيا، ولا يشقى في الآخرة.
وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى [سورة طه:124] كما قال هاهنا: وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [سورة البقرة:39] أي: مخلدون فيها لا محيد لهم عنها، ولا محيص.
ففي قوله تعالى في الآية السابقة: فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ [سورة البقرة:37]، ينبغي التنبيه إلى أن في هذه الآية قراءتين: القراءة الأولى بضم آدم ونصب كلمات، والقراءة الثانية بعكسها، أي: بنصب آدم، وضم كلمات، فَتَلَقَّى آدَمَ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٌ فيكون آدم ﷺ هو المتلقى، ويكون الذي تلقاه هذه الكلمات، وهذا مثال على ما لا يصح الجمع فيه بين القراءات؛ إذ الخلط بين القراءات يصح بثلاثة شروط، ومن أهم هذه الشروط: أن لا تكون إحدى القراءتين مرتبة على الأخرى، هذا أهم شرط.
يعني أستطيع أن أقرأ مثلاً في سورة الفاتحة: مَلِكِ يَوْمِ الدِّينِ [سورة الفاتحة:4]، وأقرأ في الموضع الثاني: اهدِنَا الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ [سورة الفاتحة:6]، بالسين: اهدِنَا السِرَاطَ على القراءة الأخرى، فلا إشكال أن أخلط بين القراءات دون أن ألتزم بقراءة واحدة؛ لأن ذلك من القرآن المنزل فلا إشكال لكن بثلاثة شروط، أهم هذه الشروط ما ذكرت.
لكن لو خلطنا هنا بين القراءتين فقلنا: فتلقى آدمُ من ربه كلماتٌ - برفع الموضعين - فإن المعنى يفسد إذ أين يكون المفعول به هنا، وكذلك لو قرأنا بنصب الموضعين: فتلقى آدمَ من ربه كلماتٍ يفسد المعنى، وأين الفاعل حينئذ؟ فلا يصح أن يخلط بين القراءتين في مثل هذه الصورة.
قوله تعالى: وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ [سورة البقرة:36]: العدو مصدر، وهو مفرد، والمراد به الجمع، فالعدو يصدق على الواحد، والكثير، باعتبار أنه مصدر، فمثل هذا الاستعمال يحمل على معنى الجمع، وهذا كثير في القرآن سواء كان ذلك بالإفراد من غير إضافة، أو مع الإضافة إلى الضمير، أو بالإضافة إلى الاسم الظاهر، أو كان ذلك بالجمع مع الإضافة، وأمثلته كثيرة في كلام العرب أيضاً، فمن أمثلة المفرد في القرآن من غير إضافة قوله تعالى: أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء [سورة النور:31] فهنا يعني الأطفال.
ومثال المفرد المضاف إلى الضمير قوله تعالى: أَوْ صَدِيقِكُمْ [سورة النور:61] يعني أو أصدقائكم.
ومثال المضاف إلى الاسم الظاهر قوله تعالى: يَعْرِفُونَ نِعْمَتَ اللّهِ [سورة النحل:83]، أي: يعرفون نعم الله.
وفي قول الشاعر:
بها جيف الحسرى فأما عظامها | فبيض وأما جلدها فصليب |