قال بعض أهل العلم: إنهم قصدوا أن المدة التي بقوا في القبور كانت مدة يسيرة، وبعضهم يقول: إن المقصود ما بين النفختين، وهذا أبعد هذه الأقوال، ولعل الأقرب أن المقصود بذلك الدنيا، أن مدة المكث في الدنيا كانت قصيرة، - والله أعلم -، وقول من قال: إن ذلك كان في القبور مبني على أن المكث في القبور وبقاء الإنسان الميت - كما يقال في النائم - يقصر عليه، يعني هؤلاء الذين ماتوا من ألف سنة أو من ألفي سنة هي بالنسبة إليهم ليست مثل الأحياء طويلة جداً، فمن يريد أن يقصِّر الأوقات ويختصر يومه ينام، فربما ينام يوماً وليلة كاملة ويستيقظ ويظن أنه ما نام إلا خمس دقائق، وهذا يحصل للإنسان وهو شيء مجرب، فلو أن شخصاً ابتلي ببعض أنواع المرض التي تسبب له النوم الكثير، فإذا نام واستيقظ في مثل هذا الوقت من الغد لربما ينظر فيظن أنه نام في الصباح والآن هو في الضحى أو العصر، نام ساعة أو قريباً منها فقط، يتعجب أنه ما نام أصلاً، والمقصود بذلك والأقرب: أنهم قصدوا: في الدنيا، والله أعلم.