الجمعة 23 / ذو الحجة / 1446 - 20 / يونيو 2025
وَمَن يَعْمَلْ مِنَ ٱلصَّٰلِحَٰتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله: وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً، لما ذكر الظالمين ووعيدهم، ثنى بالمتقين وحكمهم، وهو أنهم لا يظلمون ولا يهضمون، أي: لا يزاد في سيئاتهم ولا ينقص من حسناتهم، قاله ابن عباس - ا - ومجاهد والضحاك والحسن وقتادة وغير واحد، فالظلم الزيادة بأن يُحمَّل عليه ذنب غيره، والهضم النقص.

الهضم النقص، ولهذا يقال: هضْمُ الطعام بمعنى انتقاصه، وذلك لما يقع لهذا الطعام، فيقال فلان هضم الطعام، يهضم الطعام، بمعنى هضم الطعام فلا يبقى ثقله على المعدة، فَلاَ يَخَافُ ظُلْماً وَلاَ هَضْماً هنا ذكر تفسير الظلم بأنه يزاد في سيئاته أو يحمل سيئات الآخرين، وهكذا قول من قال بأن الظلم بمعنى أنه لا يذهب حقه بالكلية، والهضم بمعنى أنه لا ينقص، فمعنى ذلك أنه يأخذ أجره وافياً لا يمنع من حقه، فيكون هذا هو الظلم، ولا ينقص منه فهذا هو الهضم، وكذلك أيضاً لا يُحمَّل سيئات غيره، والحاصل أنه لا يحصل له ظلم بتحمله تبعة عمل غيره ولا يد له فيه، ولا يمنع من حقه بالكلية كما أنه لا يحصل له نقص في أجره وثوابه عند الله - تبارك وتعالى.