يُفسر الذكر بالطاعة والقربات، فالذكر يقال للذكر باللسان، والذكر بالقلب، واستحضار عظمة الله ومراقبته، ويقال أيضاً للذكر بالجوارح، والقيام بوظائف العبودية، بعض أهل العلم يفسر قوله: أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً، أي: اتعاظاً واعتباراً، وهذا قال به جمع من أهل العلم، وهو اختيار ابن جرير - رحمه الله -، وعلى هذا يكون تفسير من فسره - كالحافظ ابن كثير - بأنه فعل القربات والطاعات من باب الأثر واللازم، فإذا حصل للإنسان الاتعاظ والاعتبار بالقرآن فإن ذلك هو السبيل، أو أن هذا يقتضي العمل والطاعة، والتقرب إلى الله - تبارك وتعالى -، فإن الغفلة هي التي تحول بين الإنسان وبين الامتثال، وبعضهم فسر الذكر بالشرف كما قال بعضهم في قوله - تبارك وتعالى -: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ [سورة الزخرف:44]،أي: شرف، والأكثر في استعمال الذكر في القرآن أن المقصود به التذكر؛ وذلك بالاتعاظ والاعتبار، وطرد الغفلة، هذا هو الغالب في القرآن.