الجمعة 23 / ذو الحجة / 1446 - 20 / يونيو 2025
وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَٰهُ قُرْءَانًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ ٱلْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً وَصَرّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلّهُمْ يَتّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً ۝ فَتَعَالَىَ اللّهُ الْمَلِكُ الْحَقّ وَلاَ تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ إَن يُقْضَىَ إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رّبّ زِدْنِي عِلْماً [سورة طه:113-114]، يقول تعالى: ولما كان يوم المعاد والجزاء بالخير والشر واقعاً لا محالة أنزلنا القرآن بشيراً ونذيراً بلسان عربي مبين فصيح لا لبس فيه ولا عيّ، وَصَرّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلّهُمْ يَتّقُونَ أي: يتركون المآثم والمحارم والفواحش، أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً وهو إيجاد الطاعة وفعل القربات.

يُفسر الذكر بالطاعة والقربات، فالذكر يقال للذكر باللسان، والذكر بالقلب، واستحضار عظمة الله ومراقبته، ويقال أيضاً للذكر بالجوارح، والقيام بوظائف العبودية، بعض أهل العلم يفسر قوله: أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْراً، أي: اتعاظاً واعتباراً، وهذا قال به جمع من أهل العلم، وهو اختيار ابن جرير - رحمه الله -، وعلى هذا يكون تفسير من فسره - كالحافظ ابن كثير - بأنه فعل القربات والطاعات من باب الأثر واللازم، فإذا حصل للإنسان الاتعاظ والاعتبار بالقرآن فإن ذلك هو السبيل، أو أن هذا يقتضي العمل والطاعة، والتقرب إلى الله - تبارك وتعالى -، فإن الغفلة هي التي تحول بين الإنسان وبين الامتثال، وبعضهم فسر الذكر بالشرف كما قال بعضهم في قوله - تبارك وتعالى -: وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ [سورة الزخرف:44]،أي: شرف، والأكثر في استعمال الذكر في القرآن أن المقصود به التذكر؛ وذلك بالاتعاظ والاعتبار، وطرد الغفلة، هذا هو الغالب في القرآن.