الأربعاء 21 / ذو الحجة / 1446 - 18 / يونيو 2025
فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ ٱلشَّيْطَٰنُ قَالَ يَٰٓـَٔادَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَىٰ شَجَرَةِ ٱلْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَىٰ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشّيْطَانُ قَالَ يَآدَمُ هَلْ أَدُلّكَ عَلَىَ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاّ يَبْلَىَ قد تقدم أنه دلاهما بغرور، وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ [سورة الأعراف:21]، وقد تقدم أن الله تعالى عهد إلى آدم وزوجه أن يأكلا من كل الثمار ولا يقربا هذه الشجرة المعينة في الجنة، فلم يزل بهما إبليس حتى أكلا منها وكانت شجرة الخلد، يعني التي من أكل منها خلد ودام مكثه، وقد جاء في الحديث ذكر شجرة الخلد، وروى أبو داود الطيالسي عن أبي هريرة يحدث عن النبي ﷺ قال: إن في الجنة شجرة يسير الراكب في ظلها مائة عام ما يقطعها وهي شجرة الخلد[1] ورواه الإمام أحمد.

قوله: فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشّيْطَانُ قَالَ يَآدَمُ هَلْ أَدُلّكَ عَلَىَ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاّ يَبْلَىَ أصل هذه المادة الوسوسة تقال للصوت الخفي أو الخفيف أو الضعيف، ولهذا يقال لصوت الحلي الذي تلبسه المرأة: وسوسة، وهو الصوت الصادر عنه إذا تحركت المرأة، وهنا سؤال يمكن أن يُطرح وهو أنه كيف وسوس إليه وآدم في الجنة مع أن إبليس قد طرد وأبعد وأخرج؟ فبعض أهل العلم يقول: دخل في صورة الحية، والملائكة لم تتفطن لهذا، وهذا من الإسرائيليات ولا حاجة إليه، ويمكن أن يقال: إنه وسوس لهما وهو خارج الجنة، خاطبهما وهو خارج الجنة.

  1. رواه أبو داود الطيالسي في مسنده برقم (2670)، وأحمد في المسند برقم (7498)، وقال محققوه: حديث صحيح.