الثلاثاء 04 / ربيع الآخر / 1446 - 08 / أكتوبر 2024
إِنَّ فِى هَٰذَا لَبَلَٰغًا لِّقَوْمٍ عَٰبِدِينَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

قال المؤلف - رحمه الله -: وقوله: إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ  [سورة الأنبياء:106] أي: إن في هذا القرآن الذي أنزلناه على عبدنا محمد ﷺ لَبَلاغاً لمنفعة وكفايةً لِقَوْمٍ عَابِدِينَ وهم الذين عبدوا الله بما شرعه وأحبه ورضيه، وآثروا طاعة الله على طاعة الشيطان، وشهوات أنفسهم.

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

قوله - تبارك وتعالى -: إِنَّ فِي هَذَا لَبَلَاغًا اسم الإشارة راجع إلى القرآن، وهذا هو قول الحافظ ابن كثير وسبقه إلى ذلك ابن جرير الطبري - رحمهما الله – وقال بعض أهل العلم أن اسم الإشارة يرجع إلى أقرب مذكور، باعتبار بأن "هذا" يشار به للقريب، و "ذاك" للمتوسط، و "ذلك" للبعيد.  والآية تحتمل المعنيين.

قوله: لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ، المقصود بالبلاغ الكفاية، وخص العابدين بالذكر؛ لكونهم يحصل لهم البلاغ والكفاية، وإلا فالقرآن فيه بلاغ للعالمين لو أنهم أقبلوا عليه وانتفعوا به، وقد قال الله  - تبارك وتعالى – عن القرآن: ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ [سورة البقرة:2] مع أنه هدى للجميع، لكن لما كان المتقون هم المنتفعون به خصهم بذلك.