قوله: أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ تَمْنَعُهُمْ مّن دُونِنَا، مّن دُونِنَا يحتمل أن يكون متعلقاً بآلهة، فيكون المعنى أم لهم آلهة من دوننا تمنعهم، ويحتمل أن يكون متعلقاً بتمنعهم، فيكون المعنى أي: تمنعهم من الله، تمنعهم تعصمهم فلا يصل إليهم بأس الله ، على المعنى الأول: أَمْ لَهُمْ آلِهَةٌ أنه متعلق بآلهة، يعني آلهة من دوننا، وهذا كثير في القرآن وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا [سورة مريم:81]، ويمكن أن يفسر بهذا فتكون الآلهة من دونه، ويحتمل المعنى الآخر، والمعنى الأول رجحه الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - باعتبار أنه كثيراً ما يرد في القرآن، أن يكون متعلقاً بآلهة، وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً.
قوله: وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ "أي: يجارون"، وهذا هو المعنى المشهور، الذي عليه كثير من المفسرين واختيار ابن جرير، ورجحه الشنقيطي من المعاصرين، وابن جرير - رحمه الله -، وبعض الذين رجحوا هذا المعنى مثل الشنقيطي يقولون بأن المعاني الأخرى راجعة إليه، فقول من قال بأن معناه: ينصرون مثلاً فالله - تبارك وتعالى - يقول: وَلَا هُم مِّنَّا يُصْحَبُونَ، أي: ينصرون، أو يمنعون، المعنى متقارب، فإذا قيل: يجارون فإن إجارتهم تعني منعهم، ونصرهم، فذلك يرجع إلى معنًى واحد، والله تعالى أعلم.