الثلاثاء 24 / جمادى الأولى / 1446 - 26 / نوفمبر 2024
قُلْ إِنَّمَآ أُنذِرُكُم بِٱلْوَحْىِ ۚ وَلَا يَسْمَعُ ٱلصُّمُّ ٱلدُّعَآءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

وقوله: قُلْ إِنّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ أي: إنما أنا مبلغ عن الله ما أنذرتكم به من العذاب والنكال، ليس ذلك إلا عما أوحاه الله إلي، ولكن لا يجدي هذا عمن أعمى الله بصيرته وختم على سمعه وقلبه، ولهذا قال: وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ.

قوله تعالى: وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ يحتمل أن يكون من جملة ما أمره الله أن يقوله لهم، قُلْ أي: يا محمد إِنّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلاَ يَسْمَعُ الصّمُّ الدّعَاءَ يعني: وقل لهم: وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاءَ إِذَا مَا يُنذَرُونَ، ويحتمل أن يكون ذلك من كلام الله ، قُلْ إِنّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ثم الله يقول: وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء يقول: وإن أنذرتهم به مع العلم بأن الصم لا يسمعون الدعاء، فالله - تبارك وتعالى - قد أصم أسماعهم، عن السماع الذي ينفعهم، وهذا يحتمل، وفي قراءة ابن عامر، وهي قراءة متواترة ولا تُسمِع الصمَّ الدعاءَ، فعلى هذه القراءة واضح أن هذا من كلام الله ، يعني يكون ما أُمر أن يقوله لهم: إِنّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ فقط، قل لهم: إِنّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ ثم قال: ولا تُسمِع الصمَّ الدعاءَ حينما تقول لهم هذا فأنت لا تسمِعهم سماع انتفاع، أو سماعاً أو إسماعاً ينفعهم، فتهتدي قلوبهم وتصلح وتزكو نفوسهم، فهذه القراءة لا احتمال فيها، أما القراءة الثانية فهي تحتمل، ويمكن أن تكون القراءة الأخرى مبينة للقراءة الأولى وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء أنه من كلام الله والقراءتان إذا كان لكل قراءة معنى فإنهما بمنزلة الآيتين.