يقول: "ولئن مس هؤلاء المكذبين أدنى شيء"، باعتبار أن النفحة هي الشيء القليل اليسير، بعضهم يقول: هذا مأخوذ من نفح المسك، وابن جرير - رحمه الله - يفسر النفحة بالحظ والنصيب، وَلَئِن مّسّتْهُمْ نَفْحَةٌ مّنْ عَذَابِ رَبّكَ يعني: تقول: فلان نفح فلاناً من عطائه، يعني أعطاه قسماً وحظاً ونصيباً من المال، وَلَئِن مّسّتْهُمْ نَفْحَةٌ أي: شيء من عذاب الله - تبارك وتعالى -، وقد يفهم من هذا اللفظ والتركيب أن المقصود به الشيء اليسير، مّسّتْهُمْ نَفْحَةٌ أصابهم شيء يسير، فإنهم يقولون: يَا ويْلَنَا إِنّا كُنّا ظَالِمِين.
وأنهم كانوا ظالمين أنفسهم في الدنيا.