الخميس 15 / ذو الحجة / 1446 - 12 / يونيو 2025
وَٱلَّذِينَ هُمْ عَنِ ٱللَّغْوِ مُعْرِضُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وقوله: وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ [سورة المؤمنون:3] أي: عن الباطل، وهو يشمل: الشرك - كما قاله بعضهم -، والمعاصي - كما قاله آخرون -، وما لا فائدة فيه من الأقوال، والأفعال".

هذا من تفسير اللغو بأعم معانيه، وهذا أحسن من أن يحصر بمعنى خاص، والسلف قد يذكرون بعض الصور، والأمثلة، ولا يقصدون بها الحصر، فكل ما لا يحبه الله ولا يرضاه من العبد، وكل تضييع، وتفريط، وكل ما أشغل عن ذكر الله   فهو من اللغو، فيدخل في ذلك أمور كثيرة جداً من التضييع، والتفريط منها: سماع المعازف، والأغاني، ومجالس الغيبة، والمجالس التي تضيع فيها الأوقات بلا طائل، ويخوض فيها الخائضون فيما يعنيهم، وما لا يعنيهم، وكل ما لا يحبه الله - تعالى - داخل في هذا.

وهذا الذي ذكره ابن جرير - رحمه الله -، ولا يختص ذلك بلون من الباطل، والله أعلم.

"كما قال تعالى: وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا [سورة الفرقان:72] قال قتادة: "أتاهم واللهِ من أمر الله ما وقفهم عن ذلك"".

هكذا قالوا أيضاً في قوله: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ [سورة الفرقان:72]: يدخل فيه شهادة الزور المعروفة، ويدخل فيه حضور مواطن الباطل، فلا يحضر أعياد المشركين، ولا يحضر الأماكن التي فيها منكرات.

وقد جعل الله - تبارك وتعالى - الإعراض عن اللغو من أسباب الفلاح مع أن الناس يتهاونون في هذا كثيراً، حتى بعض من ينتسب للعلم أو الخير، وينبغي للإنسان أن يرفع نفسه عن ذلك.