قوله: أَمْ جَاءهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَاءهُمُ الْأَوَّلِينَ [سورة المؤمنون:68] "أم" هي المنقطعة بمعنى بل، وهذا إنكار عليهم، والنبي ﷺ ليس ببدع من الرسل، هذا أقرب، وأولى.
وقوله: أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ [سورة المؤمنون:69]، فـ "أم" هي المنقطعة، وتتضمن الإنكار على هؤلاء، فلم يأتهم بأمر لا عهد لهم به، ولم يأتهم نكرة من الناس لا يعرفونه، وقد عاش الأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - بين أظهر قومهم قبل أن ينزل إليهم الوحي، وقد قال تعالى: فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِّن قَبْلِهِ [سورة يونس:16]، فلم يأتوا من مكان آخر لا يعرفه قومهم، وإنما نشئوا بينهم، وعرفوا أخلاقهم، وصدقهم، وقد كان أهل قريش يلقبون النبي ﷺ بالصادق الأمين.