إذا كان يخرج الخبء في السماوات، والأرض؛ فهو يعلم ما في النفوس، وما تكنّه الصدور، لا يخفى عليه خافية سَوَاءٌ مِنْكُمْ مَنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَنْ جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّيْلِ فكل هذا يعلمه - تبارك وتعالى - لا يخفى عليه منه شيء.
الحافظ ابن كثير - رحمه الله - يقول: إن النهي معلل لكونه يدعو إلى الخير، فنهى النبي ﷺ عن قتله؛ فلا يجوز قتله، ومن ثم فإن أكله يكون محرماً؛ لأنه لا سبيل إلى قتله، فمن قتله فإن ذلك شيء محرم، فلا يستباح به الأكل، وقد يكون نهي عنه لهذا السبب، وقد يكون نهي عنه لغير ذلك، وسبقت الإشارة إلى هذه الأربع: النملة وما جاء في ذلك، وأن من أهل العلم كالبغوي والخطابي من حمله على النمل السليماني وليس عموم النمل قالوا: لأنه لا أذى فيه، ولا ضرر، والنمل أيًّا كان نوعه مهما أمكن تفادي القتل له فإن ذلك مطلوب، فإنه يمكن أن يستعيذ منه أو نحو ذلك، فإن تضرر به قتله، والنحلة لمنافعها، والصُّرد طائر أكبر من العصفور قليلاً، رأسه كبير، ولونه أسود وأبيض، يأكل صغار الطيور، رائحته غير جيدة، فبعضهم قال: حرم لأنه مفترس يأكل الطيور الصغيرة، وبعضهم يقول: "نهى النبي ﷺ عن قتله؛ لأن العرب كانت تتشاءم به، وتكره اسمه، فنهى النبي ﷺ عن قتله؛ ليرفع ما في نفوسهم"، وبعضهم يقول: "لا ضرر فيه، ولا أذى؛ فلا يقتل، بخلاف الغراب، والحدأة، والحية ونحو ذلك"، وبعضهم يقول: هو أشبه ما يكون بالجلّالة؛ لأنه منتن - والله أعلم -.