قوله: وهذا الذي قاله مجاهد وسعيد؛ حسن؛ يعني ابن كثير يستحسن هذا القول، وليس المقصود أنه قاله الحسن.
"ويحتمل أن يكون في قوله: وَصَدَّهَا ضمير يعود إلى سليمان، أو إلى الله ، تقديره: ومنعها مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أي: صدَّها عن عبادة غير الله إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ.
قلت: ويؤيد قول مجاهد: أنها إنما أظهرت الإسلام بعد دخولها إلى الصرح، كما سيأتي".
يعني هنا بقوله: ويحتمل أن يكون في قوله: وَصَدَّهَا ضمير يعود إلى سليمان، أو إلى الله أنه ليس المقصود أن الذي صدها هو سليمان، أو الذي صدها هو الله - تبارك وتعالى -، وإنما المقصود أن ذلك من قول سليمان، أو أنه من قول الله - تبارك وتعالى - تعقيباً على ما جرى يعني الذي قال: وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ يحتمل أن يكون هذا من كلام الله ، وهذا الذي يسمونه الموصول لفظاً المفصول معنى يعني الكلام كأنه لمتكلم واحد، ولكن الواقع أن هذه الجملة لقائل، والجملة الأخرى لقائل آخر، فإذا قلنا: إن هذا من قول الله - تبارك وتعالى - يكون هكذا فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا، إذا قلنا: إن قوله: وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا من كلامها فيكون هذا من الموصول لفظاً ومعنى، وإذا قلنا - على الأرجح - إنه من كلام سليمان - عليه الصلاة والسلام - فيكون هذا من الموصول لفظاً، المفصول معنى؛ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ قال سليمان: وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إذا قلنا: إنه من قول سليمان، وإن ما قبله من قول سليمان فيكون هذا من الموصول لفظاً ومعنى، وإذا قلنا: إن ما قبله من قولها وهذا من قول سليمان فيكون من الموصول لفظاً، المفصول معنى، وهكذا إذا قلنا: إن ما قبله - أعني قوله: وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِنْ قَبْلِهَا - من قول سليمان، وإن هذا - أعني وصدها - من قول الله يبين سبب انحرافها؛ فيكون هذا من الموصول لفظاً، المفصول معنى، وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ يعني أن عبادتها لغير الله هذا هو الظاهر المتبادر، وإن قال بعض المفسرين غير ذلك: وهو إن المعنى وصدها ما كانت تعبد من دون الله عن عبادة الله وتوحيده.