الإثنين 12 / ذو الحجة / 1446 - 09 / يونيو 2025
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَآ إِلَىٰ ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَٰلِحًا أَنِ ٱعْبُدُوا۟ ٱللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ

المصباح المنير
مرات الإستماع: 0

"وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ ۝ قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ۝ قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ [سورة النمل:45-47].

يخبر تعالى عن ثمود وما كان من أمرها مع نبيها صالح حين بعثه الله إليهم، فدعاهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ قال مجاهد: مؤمن، وكافر كقوله تعالى: قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلَ بِهِ مُؤْمِنُونَ ۝ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا بِالَّذِي آمَنْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ [سورة الأعراف:75-76]".

فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ هذا الأقرب، والقرآن يدل عليه كما في هذه الآية أن بعض قوم صالح - عليه الصلاة والسلام - أسلم، ومن نظر في خبرهم في التاريخ رأى أشياء كثيرة من هذا القبيل، وما حصل بينهم من المجاوبة والمحاورة، وما جرى من كبراء قوم صالح - عليه الصلاة والسلام -، الشاهد أن بعضهم أسلم كما يدل عليه القرآن، ولا حاجة لأن يقال: إذا هم فريقان: الفريق الأول هو صالح - عليه الصلاة والسلام -، والفريق الآخر هم قومه؛ لأن مِن قومه مَن أسلم: قَالَ الْمَلأ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا مِنْ قَوْمِهِ لِلَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا لِمَنْ آمَنَ مِنْهُمْ أَتَعْلَمُونَ أَنَّ صَالِحًا مُرْسَلٌ مِنْ رَبِّهِ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ وهذه عادة الرسل - عليهم الصلاة والسلام - يأتون إلى قومهم فيدعونهم إلى التوحيد، فيستجيب من شاء الله هدايته، فينقسم هؤلاء القوم إلى مؤمنين وكفار، والله سمي هذا القرآن بالفرقان؛ لأنه يفرق به بين الحق والباطل، والنبي ﷺ فرق بين الناس، فافترق قومه إلى مؤمنين وكفار، وإبراهيم - عليه الصلاة والسلام - تبرأ من أبيه، وقومه.