التحريم القدري هنا معروف يعني غير التحريم الشرعي، يعني أن الله صرفه عن ذلك فلم يقبل أن يرتضع من غير أمه وهذا تدبير الله ، يعني الإنسان يطمئن إلى هذا التدبير، ويعلم أن الله عليم حكيم، وأنه على كل شيء قدير، لربما يتبادر إلى الذهن أن الله - تبارك وتعالى - سيخلصه منهم، فيأتي من ينتشله؛ ثم يعيده إلى أمه، أو أن الغلام سيشب، ثم بعد ذلك يفر منهم إلى أهله، أو أنه سيأتيه - إذا صار يعقل - من يقول له: إن أهلك هم بنو إسرائيل مثلاً؛ قد يتبادر إلى الذهن هذا رَادُّوهُ إِلَيْكِ بطريقة من هذه الطرق، لكن أن يمنع من الرضاعة وهو صغير لا يعقل، ثم بعد ذلك يضطرون للبحث عن مرضع، ولا يقبل إلا ثدي أمه؛ فهذا قد لا يخطر على بال أحد، المقصود أن يثق الإنسان بتدبير الله ، والله ناصر دينه، وكتابه، فالمؤمن لا يبتئس، ولا ييأس حينما يرى المنافقين ينقضون عرى الإسلام عروة عروة، ويتطاولون على ثوابته، وشعائره، وأعلام المسلمين الأحياء، والأموات، فالله مظهر دينه، وناصره، نعلم هذا يقيناً، لكن هذا يتطلب المدافعة، والصبر على الحق من غير تقديم تنازلات، والداعية الذي ينساق وراء أهل الباطل، ويقدم لهم التنازلات تلو التنازلات؛ هذا يسير في ركابهم، وقد يحشره الله معهم، فالمؤمن يثبت، والعاقبة للتقوى.
المرأة من الفئة المستضعفة يعني في المجتمع هناك فئة عليا وهم القبط، وفيه فئة دونية منسفلة يستعملون في الخدمة، يقتل ويذبح أولادهم، ويستحيي النساء للخدمة، والأعمال المهينة خدم للفراعنة، فيؤتى بهذه المرأة من هذه الفئة الفقيرة المستضعفة، وتُعطَى الأموال والهدايا، والعطايا الجزيلة من أجل أن ترضع ولدها الذي كانت تتخوف عليه القتل، وألقته في اليم، ثم بعد ذلك يرجع إليها في وضح النهار أمام مرأى من الجميع، ويحصل لها بسبب ذلك من ثبات القلب، والمكانة الاجتماعية بين قومها، وعشيرتها، وأهلها، وتُدفع إليها الأموال هي لا تحتاج إلى إخفائه، بل تبدي هذا، وتفتخر، هذا أمر في غاية العجب - والله المستعان -.