الثلاثاء 01 / ذو القعدة / 1446 - 29 / أبريل 2025
وَلَا تَكُونُوا۟ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُوا۟ وَٱخْتَلَفُوا۟ مِنۢ بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَٰتُ ۚ وَأُو۟لَٰٓئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"ثم قال تعالى: وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْبَيِّنَاتُ الآية [سورة آل عمران:105] ينهى - تبارك وتعالى - هذه الأمة أن تكون كالأمم الماضين في تفرقهم، واختلافهم، وتركهم الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر؛ مع قيام الحجة عليهم.
روى الإمام أحمد عن أبي عامر عبد الله بن لحي قال: حججنا مع معاوية بن أبي سفيان - ا - فلما قدمنا مكة قام حين صلى الظهر فقال: "إن رسول الله ﷺ قال: إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملَّة، وإن هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملَّة - يعني الأهواء - كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة، وإنه سيخرج في أمتي أقوام تتجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكلب بصاحبه، لا يبقى منه عرق، ولا مفصل؛ إلا دخله والله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم ﷺ لَغيركم من الناس أحرى ألا يقوم به" وهكذا رواه أبو داود عن أحمد ابن حنبل ومحمد بن يحيى[1]."
  1. أخرجه أحمد (16979) وأبو داود عن أحمد في كتاب السنة - باب شرح السنة (4599) (ج 4 / ص 324) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (2641).

مرات الإستماع: 0

"كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا هم اليهود، والنصارى، نهى الله المسلمين أن يكونوا مثلهم، وورد في الحديث أنه - عليه الصلاة، السلام - قال: افترقت اليهود على إحدى، وسبعين فرقة، وافترقت النصارى على اثنتين، وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاثٍ، وسبعين فرقة كلها في النار إلّا واحدة قيل: ومن تلك الواحدة؟ قال: من كان على ما أنا، وأصحابي عليه[1]

  1. لم أجده بهذا اللفظ، ولكن أخرجه أبو داود عن أبي هريرة بلفظ: افترقت اليهود على إحدى، أو ثنتين، وسبعين فرقة، وتفرقت النصارى على إحدى، أو ثنتين، وسبعين فرقة، وتفترق أمتي على ثلاث، وسبعين فرقة كتاب السنة، باب شرح السنة، برقم (4596) والترمذي عن أبي هريرة بلفظ أبي داود غير قوله: تفرقت. . .  وقال: حديث حسن صحيح، أبواب الإيمان عن رسول الله ﷺ ما جاء في افتراق هذه الأمة، برقم (2640) وعن عبد الله بن عمرو - ا - بلفظ: ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل حذو النعل بالنعل، حتى إن كان منهم من أتى أمه علانية لكان في أمتي من يصنع ذلك، وإن بني إسرائيل تفرقت على ثنتين، وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث، وسبعين ملة، كلهم في النار إلا ملة واحدة قالوا: ومن هي يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه، وأصحابي برقم (2641) وصحح الألباني حديث أبي هريرة في صحيح الجامع، برقم (1083) وضعف حديث عبد الله بن عمرو - ا - الألباني في تحقيق مشكاة المصابيح، برقم (171).