لما ذكر تعالى حال الذين تابعوا النبي ﷺ، وآمنوا؛ ذكر بعدُ عموم الكفار - ويدخل فيهم دخولاً أولياً كفار أهل الكتاب -، وذكر أنهم لن تنفعهم أموالهم، ولا أولادهم من الله شيئاً.
وبالنسبة لذكر الأولاد، والأموال؛ وجهه لا يخفى، وذلك أن أقرب الناس إلى الإنسان هم ولده الذين يتعزى بهم، ويتقوى بهم، ويتكثر بهم، والأموال يُجري فيها حكمه، ويتصرف فيها كما يشاء؛ فهي ملك له، فإذا كان أقرب الناس إليه، وأمواله التي يُجري فيها حكمه؛ لا تنفعه، فغيره لا ينفعه من باب أولى.
أضف إلى ذلك أن عامة ما يُفتن به الناس مما يصدهم عن الحق، ويصرفهم عنه؛ هي الأموال، والأولاد، والله يقول: الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا [سورة الكهف:46].
ولما ذكر الله تعالى المنافقين، وما وصفهم به؛ أخبر أنه لن تغني عنهم أموالهم، ولا أولادهم؛ لأنه وقع منهم هذا النفاق، والتلوُّن؛ من أجل إحراز الأموال، والأولاد، والنبي ﷺ يقول: الولد مجبنة، محزنة، مبخلة[1].
- أخرجه الطبراني في الكبير (651) (ج 1 / ص 236) والحاكم (4771) (ج 3 / ص 179) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (7160).