قوله: كِتَابًا مُّؤَجَّلاً هذا مصدر مؤكِّد لما قبله، أي أنه مؤقت لا يتقدم ولا يتأخر كما قال تعالى: فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ [سورة الأعراف:34].
قوله: قالوا: ديوان فهربوا يعني أنهم قالوا: هؤلاء شياطين يمشون على الماء، فخافوا منهم، والديوان فسره في الهامش فقال: "وديوان: جمع ديو وهو بالفارسية والهندية العفريت الكبير".
هذه الآية مقيدة في سورة الإسراء، فالله يقول: مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ [سورة الإسراء:18] فقيدها بقيدين: قيد في المعطين، وقيد في المعطَى - يعني العطاء - فقال: مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ [سورة الإسراء:18] أي ما نشاء من العطاء لمن نريد من الخلق.
وفي سورة هود يقول تعالى: مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ [سورة هود:15-16] فلم يقيدها.
وفي سورة الشورى لم يقيدها حيث قال: مَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الْآخِرَةِ نَزِدْ لَهُ فِي حَرْثِهِ وَمَن كَانَ يُرِيدُ حَرْثَ الدُّنْيَا نُؤتِهِ مِنْهَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِن نَّصِيبٍ [سورة الشورى:20] فثلاث آيات مطلقة، وواحدة مقيدة، والتي هي آية الإسراء، والقاعدة أن المطلق يحمل على المقيد.