الأربعاء 02 / ذو القعدة / 1446 - 30 / أبريل 2025
إِذْ تُصْعِدُونَ وَلَا تَلْوُۥنَ عَلَىٰٓ أَحَدٍ وَٱلرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِىٓ أُخْرَىٰكُمْ فَأَثَٰبَكُمْ غَمًّۢا بِغَمٍّ لِّكَيْلَا تَحْزَنُوا۟ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَآ أَصَٰبَكُمْ ۗ وَٱللَّهُ خَبِيرٌۢ بِمَا تَعْمَلُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"وقوله تعالى: إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ [سورة آل عمران:153] أي: صرفكم عنهم إذ تصعدون في الجبل هاربين من أعدائكم".

على كلام ابن كثير - رحمه الله - هنا: أي: صرفكم عنهم إذ تصعدون في الجبل هاربين من أعدائكم، يكون قوله: إِذْ تُصْعِدُونَ [سورة آل عمران:153] متعلق بما قبله من قوله: ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ [سورة آل عمران:152] أي ثم صرفكم عنهم إذ تصعدون ممعنين في الهرب.
هذا توجيه كلام الحافظ ابن كثير - رحمه الله - وهو بهذا يخالف اختيار ابن جرير - رحمه الله - لأن ابن جرير يرى أن ذلك يتعلق بقوله: وَلَقَدْ عَفَا عَنكُمْ [سورة آل عمران:152] ويكون معنى الكلام عند ابن جرير: ولقد عفا الله عنكم إذ لم يستأصلكم، إذ تصعدون مولين، مدبرين، منهزمين أي: تُمعنون في الهرب لا تلوون على شيء.
وبعض أهل العلم يقول: إنه يتعلق بقوله: لِيَبْتَلِيَكُمْ [سورة آل عمران:152] يعني ثم صرفكم عنهم ليبتليكم إذ تصعدون، وهذا فيه بعد، فالآية إنما تحتمل المعنيين الأوليْن احتمالاً قريباً.
 
"وقرأ الحسن وقتادة: إِذْ تَصْعَدُونَ أي: في الجبل".

بعض أهل العلم يفرق بين الإصعاد والصعود، فالصعود: هو العلو، والارتفاع، والإصعاد المقصود به الإمعان في الهرب، أو الانطلاق، أو المشي أو نحو ذلك وليس الصعود، فالإصعاد هو الإمعان في السير في الأرض، والصعود هو الارتفاع، ففرق بين الإصعاد وبين الصعود عند كثير من أهل العلم، ولذلك يقال: التصعيد والمقصود بالتصعيد الذهاب إلى عرفة، والذهاب إلى عرفة ليس فيه ارتفاع، ولذلك يقال له: إصعاد، وتصعيد، ويُقال: فلان أصعد أي انطلق وسار، فهذا هو المعنى والله تعالى أعلم.
"وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ أي: وأنتم لا تلوون على أحد من الدهش، والخوف، والرعب".

قوله: وَلاَ تَلْوُونَ يعني لا تعرِّجون، بمعنى أنه: لا يلتفت إلى أحد، فهو ممعن في الهرب، والانطلاق، لا يعرج على أحد.
"وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ [سورة آل عمران:153] أي: وهو قد خلفتموه وراء ظهوركم يدعوكم إلى ترك الفرار من الأعداء، وإلى الرجعة، والعودة، والكرة.
قال السدي: لما شد المشركون على المسلمين بأحد فهزموهم دخل بعضهم المدينة، وانطلق بعضهم فوق الجبل إلى الصخرة فقاموا عليها، وجعل الرسول ﷺ يدعو الناس: إليَّ عباد الله، إليَّ عباد الله، فذكر الله صعودهم على الجبل، ثم ذكر دعاء النبي ﷺ إياهم فقال: إِذْ تُصْعِدُونَ وَلاَ تَلْوُونَ عَلَى أحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ [سورة آل عمران:153] وكذا قال ابن عباس  - ا - وقتادة، والربيع، وابن زيد.
وقد روى البخاري عن قيس ابن أبي حازم قال: رأيت يد طلحة شلاء وقى بها النبي ﷺ يعني يوم أحد[1].
وفي الصحيحين عن أبي عثمان النهدي قال: لم يبق مع رسول الله ﷺ في بعض تلك الأيام التي قاتل فيهن رسول الله ﷺ غير طلحة بن عبيد الله، وسعد، عن حديثهما[2].
وقال سعيد بن المسيب: سمعت سعد بن أبي وقاص يقول: "نَثَلَ لي رسول الله ﷺ كنانته يوم أحد، وقال: ارمِ فداك أبي وأمي، وأخرجه البخاري[3].
وثبت في الصحيحين عن سعد بن أبي وقاص أيضاً قال: "رأيت يوم أحد عن يمين النبي ﷺ وعن يساره رجلين عليهما ثياب بيض يقاتلان عنه أشد القتال، وما رأيتهما قبل ذلك اليوم، ولا بعده"[4] يعني جبريل وميكائيل عليهما السلام".

هذا أخذ منه بعض العلماء مثل الإمام النووي - رحمه الله -: أن الملائكة قاتلت يوم أحد، وسبق الكلام على هذا، ومثل هذا الحديث لا يدل بالضرورة على أن الملائكة قاتلت في يوم أحد؛ لأن هذا قد يكون قتالاً خاصاً، وذلك في الدفاع عن النبي ﷺ، ودفع المشركين عنه فحسب.
والذين يقولون: إنهم لم يقاتلوا في يوم أحد - وهم كثير من أهل العلم إن لم يكن أكثر أهل العلم - يقولون في هذا ونحوه: "لو قاتلت الملائكة يوم أحد ما انهزموا، إذ كيف ينهزمون والملائكة تقاتل معهم؟! فالله خلى بينهم وبين عدوهم".
والمدد من الملائكة الذين بلغوا ثلاثة آلاف، وكذلك الخمسة الآلاف؛ ذكرنا أن الأقرب أنهم إنما كانوا يوم بدر، وأن المتيقن أنه نزل منهم ألف، وأما الثلاثة والخمسة الآلاف فسبق الخلاف فيه بناء على قوله: وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُم [سورة آل عمران:125] هل المقصود به المدد الذي يأتي من كرز الذي وعد المشركين فلم يأت هذا المدد؟ وبالتالي لم ينزل مدد السماء زيادة على الألف.
"وقال أبو الأسود عن عروة بن الزبير قال: كان أبيّ بن خلف أخو بني جمح قد حلف وهو بمكة ليقتلن رسول الله ﷺ، فلما بلغت رسول الله ﷺ حلفته قال: بل أنا أقتله إن شاء الله، فلما كان يوم أحد أقبل أبيّ في الحديد مقنعاً، وهو يقول: لا نجوت إن نجا محمد، فحمل على رسول الله ﷺ يريد قتله، فاستقبله مصعب بن عمير أخو بني عبد الدار يقي رسول الله ﷺ بنفسه، فقتل مصعب بن عمير ، وأبصر رسول الله ﷺ ترقوة أبي بن خلف من فرجة بين صابغة الدرع والبيضة وطعنه فيها بحربته، فوقع إلى الأرض عن فرسه، ولم يخرج من طعنته دم، فأتاه أصحابه فاحتملوه وهو يخور خوار الثور، فقالوا له: ما أجزعك إنما هو خدش، فذكر لهم قول رسول الله ﷺ: بل أنا أقتل أبياً ثم قال: والذي نفسي بيده لو كان هذا الذي بي بأهل ذي المجاز لماتوا أجمعون، فمات إلى النار فسحقاً لأصحاب السعير[5] وقد رواه موسى بن عقبة في مغازيه عن الزهري عن سعيد بن المسيب بنحوه.
وقد ثبت في الصحيحين عن سهل بن سعد أنه سئل عن جرح رسول الله ﷺ فقال: جرح وجه رسول الله ﷺ، وكسرت رباعيته، وهشمت البيضة على رأسه، فكانت فاطمة بنت رسول الله ﷺ تغسل الدم، وكان عليٌّ يسكب عليها بالمجن، فلما رأت فاطمة أن الماء لا يزيد الدم إلا كثرة أخذت قطعة حصير فأحرقته حتى إذا صار رماداً ألصقته بالجرح؛ فاستمسك الدم.
وقوله تعالى: فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ [سورة آل عمران:153] أي: فجازاكم غماً على غم، كما تقول العرب: نزلت ببني فلان، ونزلت على بني فلان، وقال ابن جرير: وكذا قوله: وَلَأُصَلِّبَنَّكُمْ فِي جُذُوعِ النَّخْلِ [سورة طه:71] أي: على جذوع النخل.
قال ابن عباس: "الغم الأول بسبب الهزيمة، وحين قيل: قتل محمد ﷺ، والثاني: حين علاهم المشركون فوق الجبل، وقال النبي ﷺ: اللهم ليس لهم أن يعلونا[6]".
وعن عبد الرحمن بن عوف قال: "الغم الأول بسبب الهزيمة، والثاني: حين قيل: قتل محمد ﷺ كان ذلك عندهم أعظم من الهزيمة" [رواهما ابن مردويه].
وقال مجاهد وقتادة: "الغم الأول: سماعهم قتل محمد، والثاني ما أصابهم من القتل والجراح، وعن قتادة والربيع بن أنس عكسه، وعن السدي: "الأول: ما فاتهم من الظفر والغنيمة، والثاني: إشراف العدو عليهم"".

فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً [سورة آل عمران:153] تقول: غمه بمعنى غطاه، وذلك والله أعلم أن الحزن الشديد يقال له ذلك لأنه يغطي عقل الإنسان، أي يغم عليه بحيث إن الإنسان يصير إلى حال لا يكاد ينتفع به معها من شدة ما نزل به من الحزن، والمصيبة.
وقوله هنا: فَأَثَابَكُمْ يمكن أن يفسر بجازاكم كما مشى عليه كثير من المفسرين، ولا يلزم من ذلك ما يتبادر من لفظ الإثابة هنا من أنه الجزاء الحسن، وإنما يمكن أن يفسر بمطلق الجزاء، وهذا مشى عليه كثير من المفسرين، فإذا فسر بهذا فلا إشكال.
وفي قوله: فَأَثَابَكُمْ غُمَّاً بِغَمٍّ لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ [سورة آل عمران:153] من أهل العلم من قال: إن هذا الغم الذي فاتهم هو النصر الذي رأوه في أول الأمر، وما فاتهم من الغنيمة، والذي أصابهم هو الهزيمة والقتل، إذاً فالغم الذي أثابهم الله به بعض أهل العلم يقول: صرفكم عنهم بسبب ما تسببتم من غم رسول الله ﷺ أن أنزل بكم غماً جزاء وفاقاً، أي أنه صرفكم عنهم، وحصل لكم ما حصل من الهزيمة بسبب ما تسببتم لرسول الله ﷺ، وهذا فيه بعد، وضعفه جمع من أهل العلم منهم الحافظ ابن القيم.
والأقوال التي ذكرها هنا إذا تأملتها تجد أنه يقول: "قال ابن عباس: الغم الأول: بسبب الهزيمة وحين قيل قتل محمد، والثاني: حين علاهم المشركون فوق الجبل".
وذكر عن عبد الرحمن بن عوف: "الغم الأول بسبب الهزيمة، والثاني حينما قيل: قتل محمد ﷺ" وهذا أحسن من الذي قبله، وهذا الذي اختاره ابن جرير، وابن القيم، وبعض المعاصرين يقول: إن هذا بمثابة المعالجة لما وقع لهم من الحزن، وذلك أنه أصابهم غم شديد بسبب ما فاتهم من النصر، وتحوُّل موازين المعركة ،وبسبب ما وقع لهم من القتل والجراح، فأشيع أن محمداً ﷺ قد قتل، فأصابهم غم أعظم من الغم الأول، وأذهلهم ذلك، فأحياناً تقع للإنسان مصيبة ينشغل بها، فتأتيه مصيبة أكبر فتنسيه المصيبة الأولى، وهذا شيء مشاهد، فالإنسان قد يعاني من ألم، أو صداع؛  فيقع شيء عظيم آخر فينسى ما كان فيه.
وهكذا قد تقع بالناس فاجعة عامة ثم تقع أخرى أشد منها فينسون الأولى، وينشغلون بالثانية، وهذا شيء مشاهد، فالحاصل أنه تكشف الأمر أن النبي ﷺ لم يقتل فكان ذلك علاجاً للغم الحقيقي الذي أصابهم أي المصيبة الحقيقية.
وتجد في بعض الكتب مثل تفسير ابن عاشور ما يشير إلى هذا وإن لم يصرح به، لكنه قال: إنه دفع الأول بشيء يسير - وهو ليس يسيراً في الحقيقة لو قتل النبي ﷺ لكن لأنه تبين أنه لا حقيقة له اعتبر يسيراً والله أعلم -، فالمقصود أن إشاعة مقتل النبي - عليه الصلاة والسلام - كانت دفعاً للغم الحقيقي، والحزن الذي أصابهم بسبب الهزيمة، والقتل، والجراح.
ثم ذكر ابن كثير قولاً آخر فقال: "وقال مجاهد وقتادة: الغم الأول: سماعهم قتل محمد، والثاني ما أصابهم من القتل، والجراح" وهذا القول كأنه نظر إلى قوله تعالى: لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ [سورة آل عمران:153] ففاتهم النصر، وأصابتهم الهزيمة، فقال: الغم الأول هو ما أشيع من قتله - عليه الصلاة والسلام -، والثاني ما وقع لهم من القتل، والجراح.
وبعضهم عكسه؛ لأن الجراح وقعت لهم أولاً، ثم أشيع أن النبي ﷺ قد قتل، وهذا أكثر ملاءمة من الذي قبله، أعني القول بأن ذلك منعكس.
وذكر عن السدي أنه قال: الأول ما فاتهم من الظفر، والهزيمة، والغنيمة، والثاني: إشراف العدو عليهم، وهذا مثل القول الأول - قول ابن عباس - الغم الأول بسبب الهزيمة، وحين قتل محمد ﷺ، والحقيقة أن الهزيمة وما فاتهم متلازمان.
"وقوله تعالى: لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ أي على ما فاتكم من الغنيمة، والظفر بعدوكم وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ [سورة آل عمران:153] من الجراح والقتل، قاله ابن عباس وعبد الرحمن بن عوف ، والحسن وقتادة، والسدي.
وَاللّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ [سورة آل عمران:153] سبحانه وبحمده لا إله إلا هو - جل وعلا -".
 
قوله تعالى: لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ معناه أن الغم الأخير سبّب لهم تلاشي الحزن الأول، إلا على قول من قال: إن "لا" زائدة، وأن هذا كقوله تعالى: لِئَلَّا يَعْلَمَ أَهْلُ الْكِتَابِ [سورة الحديد:29] بمعنى ليعلم أهل الكتاب، وكقوله: مَا مَنَعَكَ أَلاَّ تَسْجُدَ إِذْ أَمَرْتُكَ [سورة الأعراف:12] يعني ما منعك أن تسجد، فعلى هذا القول يكون الكلام أنه أثابكم غماً بغم لكي تحزنوا على ما فاتكم، وما أصابكم،وهذا فيه نظر؛ فهو لم يثبهم الغم الجديد مسبباً لهم هذا الحزن على ما فاتهم، وما أصابهم؛ لأنه ليس مراداً للشارع أن يحزنهم، ثم إن الحزن ليس مطلوباً شرعاً على الأمور الفائتة، والمصائب النازلة على الإنسان، فلذلك هذا القول فيه إشكال.
ثم إن دعوى الزيادة الأصل خلافها، وهذا طبعاً إذا تنزلنا بقول: إن "لا" زائدة، فلا يليق أن يعبر بالزيادة في القرآن؛ لأن القرآن ليس فيه شيء زائد، ولذلك نجد مثل الزركشي في كتاب البحر المحيط في أصول الفقه ذكر هذا في موضعين، وذكره في البرهان أيضاً في علوم القرآن، والعلماء عادة يعبرون عن مثل هذا بعبارات أخرى أكثر تلطفاً فيقولون: "لا" صلة، وهم على كل حال يقصدون أنها زائدة إعراباً لا زائدة في المعنى، وإنما يقولون: هذا يفيد التوكيد مثلاً أو نحو ذلك، وإلا فكما قال في المراقي:
تواتر السبع عليه أجمعوا ولم يكن في الوحي حشو يقعُ
فالزيادة حشو في الكلام، ومعلوم أن زيادة المبنى لزيادة المعنى.
والخلاصة أن الذي يظهر هو أن "لا" في قوله: لِّكَيْلاَ تَحْزَنُواْ عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلاَ مَا أَصَابَكُمْ ليست زائدة، وإنما على وجهها في النفي، أي أنه فعل بهم ذلك لكي لا يحزنوا على ما فاتهم ولا ما أصابهم، بمعنى أن المصيبة الثانية أنستهم المصيبة الأولى، وخفف ذلك عنهم فنسوا جراحهم، ونسوا ما فاتهم، والله تعالى أعلم.
  1. أخرجه البخاري في كتاب المغازي - باب: إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [سورة آل عمران:122] (3836) (ج 4 / ص 1490).
  2. أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة -  باب ذكر مناقب طلحة بن عبيد الله (3517) (ج 3 / ص 1363) ومسلم في كتاب فضائل الصحابة - باب من فضائل طلحة والزبير ا (2414) (ج 4 / ص 1879).
  3. أخرجه البخاري في كتاب المغازي - باب إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [سورة آل عمران:122] (3829) (ج 4 / 1489).
  4. أخرجه البخاري في كتاب المغازي - باب إِذْ هَمَّت طَّآئِفَتَانِ مِنكُمْ أَن تَفْشَلاَ وَاللّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ [سورة آل عمران:122] (3828) (ج 4 / 1489) ومسلم في كتاب الفضائل - باب في قتال جبريل وميكائيل عن النبي ﷺ يوم أحد (2306) (ج 4 / ص 1802).
  5. أخرجه الحاكم (3263) (ج 2 / ص 357)
  6. أخرجه أحمد (2609) وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.

مرات الإستماع: 0

"إِذْ تُصْعِدُونَ [آل عمران:153] العامل في (إذ) عفا، فيوصل إِذْ تُصْعِدُونَ مع ما قبله، ويحتمل أن يكون العامل فيه مضمرًا".

قوله: إِذْ تُصْعِدُونَ أصل الصعود: ارتفاع، ومشقة، وهو الذهاب في المكان العالي، يقال له: صعود، يعني: تبعدون في الهزيمة إِذْ تُصْعِدُونَ وقرأ الحسن، وقتادة (إِذْ تَصْعَدُونَ) لكنها قراءة غير متواترة[1] (تَصْعَدُونَ) يعني: أنهم صعدوا في الجبل لما انهزموا.

قال ابن كثير - رحمه الله: أي في الجبل[2] وبعضهم يقول: الإصعاد: المضي، والسير في مستوى الأرض، وعلى هذا لا يحتاج إلى ارتفاع، يقال: أَصْعد: إذا أبعد، وأمعن في الذهاب، وعلى هذا فالمقصود: الهزيمة، يعني: لم ينظر فيه إلى معني صعود.

وابن جرير - رحمه الله - يقول: إِذْ تُصْعِدُونَ يعني: مصعدين في الوادي[3] والحاصل أن معنى: إِذْ تُصْعِدُونَ يعني تبعدون في الهزيمة.

و"العامل في (إذ) عفا" يعني: يكون متعلقًا بما قبله وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ [آل عمران:152] إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ يعني: حيث انهزمتم، وأبعدتم في الانهزام، ويحتمل أن يكون ذلك متعلقًا بمحذوف، كما هو معلوم في نظائره، واذكروا إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ فعلى إن "العامل في (إذ) عفا" فيوصل إِذْ تُصْعِدُونَ مع من قبله وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ ۝ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ [آل عمران:152 - 153] وهذا الذي اختاره أبو جعفر ابن جرير - رحمه الله -[4] يعني وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ إذ لم يستئصلكم بهربكم إِذْ تُصْعِدُونَ ويفسر على هذا المعنى: عَفَا عَنْكُمْ يعني كلام ابن جرير وَلَقَدْ عَفَا عَنْكُمْ إذ لم يستئصلكم بهربكم إِذْ تُصْعِدُونَ.

وبعضهم يقول: متعلق بـثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ [آل عمران:152] إِذْ تُصْعِدُونَ لكن هذا أضعف من الذي قبله - والله أعلم - وإن كان له وجه ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ إِذْ تُصْعِدُونَ فيكون إِذْ تُصْعِدُونَ كأنه حكاية لما حصل بعد صرفهم إِذْ تُصْعِدونَ تمعنون في الهزيمة، والهرب، وهذا الذي اختاره الحافظ بن كثير - رحمه الله -[5] أنه متعلق بـصَرَفَكُمْ فيكون التقدير: ثُمَّ صَرَفَكُمْ عَنْهُمْ إِذْ تُصْعِدُونَ وَلا تَلْوُونَ.

وكما سبق أن ابن كثير - رحمه الله - يفسر الصعود هنا: بمعنى الصعود في الجبل، بالنظر إلى أصل المعنى، وهو ارتفاع في مشقة؛ لأنهم صعدوا في الجبل، وبعضهم ذهب إلى المدينة، قال: "ويحتمل أن يكون العامل فيه مضمرًا" تقديره: واذكروا إِذْ تُصْعِدُونَ.

"وَلا تَلْوُونَ مبالغةٌ في صفة الانهزام".

وَلا تَلْوُونَ أي: تمعنون في الهزيمة، ولا يقف أحد لأحد، واللي: أصله فتل الحبل، ويقولون: أصله إمالة الشيء، يعني: لا تعرجون على أحد، بمعنى لا أحد يعرج على أحد، نفسي نفسي، والنبي ﷺ خلفهم، وهم منهزمون، يقول: إليَّ عباد الله، إليَّ عباد الله[6] وهم في غاية الانهزام، والإنسان إذا انهزم لا يلوي على شيء، كما وقع في واقعة حنين، حيث انهزموا هزيمة شديدة، حتى لم يبق مع النبي ﷺ إلا نحو عشرة.

وكما قال دريد بن الصمة، وكان شيخًا كبيرًا، أعمى، حيث جاءوا به إلى أرض المعركة - أعني هوازن - يسترشدون برأيه؛ لأنه مجرب في الحروب، لكنه شيخٌ ضعيف، هرم، فقال: مالي أسمع رغاء البعير، وثغاء الشاة، وصوت الصغير، فقالوا: إن مالك بن عوف الناصري، قد خرج بالناس بنسائهم، وبأموالهم - يعني الإبل، والبقر، والغنم، وجعلها خلفهم صفوفًا، قال: لماذا؟ قالوا: لئلا ينهزموا، يعني كل ما وراءه هو خلف ظهره؛ نساءه، وأطفاله، وأمواله، فينهزم إلى أين؟ يموت دونهم، فنبر بشفتيه، يعني أصدر صوت بشفتيه مستهزئًا، ساخرًا منه، قائلًا: رويع شاة، ورب الكعبة، يعني ليس بقائد جيش، ولا قائد معركة، هذا رويع شاة، يعني: راعي غنم، ليس بأهلٍ للحرب، والقيادة[7] إن الرجل إذا انهزم لا يلوي على شيء، وفعلًا هذا الذي حصل لما أمر النبي ﷺ العباس أن ينادي أصحاب السمُرة، انعطفوا عليه انعطاف البقر على ولدها، ثم اجتلدوا، وقال النبي ﷺ الآن حمي الوطيس[8] ثم انهزموا هزيمةً نكراء، فتركوا كل شيء؛ تركوا نساءهم، وأولادهم، وأموالهم كلها خلف ظهورهم، وانطلقوا منهزمين ممعنين، حتى دخل ثلُّهم في حصن الطائف، وتركوا الأولاد، فأخذ النبي ﷺ ذلك، وشيءٌ كثير لا يحصيه إلا الله، كان يعطي الرجل الواحد مائة من الإبل، كما أعطى صفوان بن أمية، والحارث بن هشام، ومعاوية بن أبي سفيان، وأعطى أبا سفيان، وغير هؤلاء، كالأقرع بن حابس، وعيينة بن حصن، أعطاهم مائة من الإبل، ويعطي الرجل الغنم بين جبلين، حتى قالوا: إن محمدًا ﷺ يعطي عطاء من لا يخشى الفقر، فهؤلاء انهزموا، وتركوا هذا كله على كثرته، فالمنهزم لا يلوي على شيء وَلا تَلْوُونَ عَلَى أَحَدٍ.

"وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ كان رسول الله ﷺ يقول: إليّ عباد الله[9] وهم يفرون".

هذا جاء عن جماعة من السلف: كابن عباس، وقتادة، والربيع، وابن زيد[10] وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ أي يقول: إليَّ عباد الله[11] وهم يفرون.

"فِي أُخْرَاكُمْ في ساقتكم، وفيه مدحٌ للنبي ﷺ فإنّ الأخرى هي موقف الأبطال". 

يعني: إذا كانوا في هذه الحال من الانهزام، والنبي ﷺ في المؤخر، يقول لهم: إليّ عباد الله[12] فمعنى ذلك أنه مما يلي العدو، فالناس إذا انهزموا فالأول منهم يكون الأبعد من العدو، فيغتبط ببعده عن العدو، انطلق بعيدًا، أما الذي يكون ضعيفًا فيكون في الآخر لضعفه، أو لعرجٍ فيه، أو جراح، أو غير ذلك، فهذا يناله العدو، أما إذا وقف، وقوف الأبطال؛، وذلك حال النبي ﷺ يكون في مؤخرهم، ويكون هذا غاية الشجاعة، والثبات، إذا كانت تطيش العقول في هذا المقام، وينصرفون لا يلوون على شيء، ويمعنون في الهزيمة، والنبي ﷺ  واقف في الآخر مما يلي العدو، ويقول: إليّ عباد الله[13] فهذا لا شك أنه يدل على رباطة الجأش، والشجاعة المتناهية.

يقول هنا: وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ فِي أُخْرَاكُمْ يعني: في آخركم، أو من خلفكم، يعني قد خلفتموه، وراء ظهوركم من جهة العدو، وهو يدعو إلى التوقف عن الفرار إليّ عباد الله[14] وهذا مراده بقوله: "الأخرى هي موقف الأبطال" فالذي في الآخر يثبت، ويقول: "إليّ" هذا موقف الأبطال، وليس بمقام تعبئة للجيش، أو مقام اصطفاف، أو نحو ذلك، فهذا مقام انهزام، فالذي يقف في الأخير، مما يلي العدو، فهذا منتهى الشجاعة، لكن إذا كان في موقف اصطفاف فإن الساقة تكون في آخر الجيش، وهو أقرب للسلامة؛ لأنه أقرب إلى لانهزام، فإذا أراد أن يفر يكون أول واحد، ويكون بعيدًا عن مواجهة العدو الذي في الساقة، لكن هنا في مقام انهزام، والنبي ﷺ في الآخر مما يلي العدو، يقول: إليّ عباد الله[15] فهذا لا يكون إلا لمن كان في غاية الثبات، والشجاعة - عليه الصلاة، والسلام -.

"فَأَثابَكُمْ أي: جازاكم".

الثواب يقال: للجزاء، سواء كان الجزاء بالخير، والجزاء بالشر فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ [آل عمران:153] وإن كان الغالب أنه يقال: للجزاء بالخير، هنا يمكن أن يفسر الجزاء بالخير باعتبار أن: فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ على أحد التفسيرات المشهورة، وكأنه الأقرب - والله أعلم - في تفسيره: أن هذا من باب الجزاء الحسن لينسيهم ما وقع لهم من الجراح، والهزيمة، والقتل، وكان وقع ذلك شديدًا عليهم، فأثابهم بهذا الغم بأمر موهوم لا حقيقة له؛ وذلك ما أُشيع من قتل النبي ﷺ فلما انكشف الحال عن حقيقة ذلك، وأن النبي ﷺ لم يُقتل، كان الغم الأول قد تبدد بالغم الثاني، والذي هو أعظم منه - وهو قتل النبي ﷺ فكان ذلك سببًا لمحو آثار الغم الأول فَأَثَابَكُمْ غَمًّا بِغَمٍّ لِكَيْلَا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا مَا أَصَابَكُمْ [آل عمران:153] على ما وقع لكم، ولا ما جرى لكم، فهذا أحد الأوجه.

"غَمًّا بِغَمٍّ قيل: أثابكم غمًا بسبب الغم الذي أدخلتموه على رسول الله ﷺ وعلى المؤمنين؛ إذ عصيتم، وتنازعتم".

كأن المعنى الذي يشير إليه: يعني ما وقع منكم في التسبب في الهزيمة، والتنازع، ونحو ذلك فَأَثَابَكُمْ على ذلك بِغَمٍّ آخر، وهو الهزيمة، والقتل، ونحو ذلك، لكن هذا المعنى ضعّفه الحافظ بن القيم - رحمه الله -.

"وقيل: أَثَابَكُمْ غَمًّا متصلًا بغم، وأحد الغمين: ما أصابهم من القتل، والجراح".

وجاء عن ابن عباس - ا -: الغم الأول بسبب الهزيمة، وحين قيل: إن النبي ﷺ قد قُتل، والثاني: حين علاهم المشركون فوق الجبل[16] وجاء عن مجاهد، وقتادة: أن الأول: هو ما سمعوا من أن النبي ﷺ قد قُتل، والثاني: ما أصابهم من القتل، والجراح[17].

وجاء - أيضًا - عن قتادة، والربيع: عكس هذا - وهذا هو الأقرب، وهو: أن الغم الأول: هو الهزيمة، والقتل، والجراح، وما فاتهم من الغنيمة، والغم الثاني: هو ما أُذيع، وأُشيع من قتل النبي ﷺ[18] لأن التعليل يدل عليه لِكَيْلا تَحْزَنُوا عَلَى مَا فَاتَكُمْ يعني من النصر، والغنيمة وَلا مَا أَصَابَكُمْ من القتل، والجراح، فكيف ينجلي هذا الحزن؟ بغمٍ آخر، في أمرٍ غير متحقق؛ وهو أن النبي ﷺ قد قُتل، فلما استبان الأمر، وأنه - عليه الصلاة، والسلام - حيٌ يُرزق، كانوا قد نسوا الغم الأول، فَسُرِّي عنهم، وهذا أمر مُشاهد، فالناس قد يقعون في شيء من الحرج أو المرض، أو الألم، أو المصيبة، أو نحو ذلك، فتأتي بعدها مصيبة أعظم منها، إما على مستوى الفرد، أو على مستوى مجموعِ الناس، فالثانية تنسيهم الأولى، وينسيهم ذلك الألم، أو نحو ذلك، وقد يكون الإنسان فيه جراح، أو نحو ذلك، أو صداع، أو ألم، أو مرض، فيقع حريق، أو حرب، أو نحو ذلك، فينسى ذلك، ويشتغل بالمصيبة الجديدة، هذا معروف، ومُشاهد، فالثاني قد يُنسيه الأول.

وجاء عن السُدّي: بأن الأول: ما فاتهم من الظفر، والنصر، والغنيمة، والثاني: إشراف العدو عليهم[19] لأن العدو حاول أن يصعد الجبل ليصل إليهم، لكن كأن الأقرب - والله أعلم - هو ما ذكرت؛ وهو أن الغم الأول: ما فات من الغنيمة، والنصر، وما وقع من الجراح، والغم الثاني: ما أُشيع من قتل النبي ﷺ.

وأصل الغم: التغطية، يقولون: الهم الشديد، والحزن الشديد إذا تكاثر على القلب كأنه يغطيه، ويغمه، فيغطيه لكثرته.

"والآخر: ما أرجف به من قتل رسول الله ﷺ عَلَى مَا فَاتَكُمْ من النصر".

وهذا جاء عن عبد الرحمن بن عوف[20] وهو الذي اختاره أبو جعفر بن جرير[21] والحافظ ابن القيم، بأن الغم الأول: ما أصابهم من القتل، والجراح، والآخر: هو ما أُشيع من قتل النبي ﷺ .

"عَلَى مَا فَاتَكُمْ من النصر، والغنيمة وَلا مَا أَصَابَكُمْ من القتل، والجراح، والانهزام".

وهذا جاء عن ابن عباس، وعبد الرحمن بن عوف، والحسن، وقتادة، والسُدّي[22] وهو الذي اختاره - أيضًا - ابن كثير - رحمه الله -[23]

  1.  تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (6/147)، وتفسير الثعلبي = الكشف، والبيان عن تفسير القرآن (3/185)، وتفسير ابن عطية = المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز (1/526).
  2.  تفسير ابن كثير ت سلامة (2/137).
  3.  تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (6/146).
  4. المصدر السابق.
  5.  تفسير ابن كثير ت سلامة (2/137).
  6.  كذا في تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (6/100)، وفي البخاري في كتاب المغازي، باب إذ تصعدون ولا تلوون على أحد والرسول يدعوكم في أخراكم فأثابكم غما بغم لكيلا تحزنوا على ما فاتكم ولا ما أصابكم والله خبير بما تعملون [آل عمران:153] برقم: (4067) عن البراء بن عازب - ا - قال: "جعل النبي ﷺ على الرجالة يوم أحد عبد الله بن جبير، وأقبلوا منهزمين فذاك إذ يدعوهم الرسول في أخراهم".
  7.  تنظر: سيرة ابن هشام ت السقا (2/438)، وإمتاع الأسماع (2/9)، وغيرهما.
  8.  مسند أحمد ط الرسالة (3/298 - 1776)، وقال محققو المسند: "إسناده صحيح على شرط الشيخين".
  9.  سبق تخريجه.
  10. تفسير ابن كثير ت سلامة (2/137).
  11.  سبق تخريجه.
  12.  سبق تخريجه.
  13.  سبق تخريجه.
  14.  سبق تخريجه.
  15.  سبق تخريجه.
  16.  تفسير ابن أبي حاتم - محققا (3/791).
  17.  المصدر السابق.
  18.  تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (6/152).
  19.  تفسير ابن أبي حاتم - محققا (3/791)، وتفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (6/152).
  20.  تفسير ابن كثير ت سلامة (2/143).
  21. تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (6/158).
  22.  تفسير ابن كثير ت سلامة (2/144).
  23. المصدر السابق.