هُمْ دَرَجاتٌ يقول: "والمعنى: تفاوت ما بين منازل أهل الرضوان، وأهل السخط" أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ هذا قال به بعض أهل العلم كالكسائي[1] وأيضًا أبو عبيدة معمر بن المُثني[2] قال: هذه الدرجات حاصلة بين الفريقين.
وقال بعضهم: "أو التفاوت بين درجات أهل الرضوان، فإن بعضهم فوق بعض، فكذلك درجات أهل السخط" وهذا منقول عن الحسن[3] وبه قال مُحمد بن إسحاق[4].
والفرق بين المعنيين: هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ قال: "ذووا درجاتٍ، والمعنى: تفاوت ما بين منازل أهل الرضوان، وأهل السخط" يعني أهل الرضوان في الجنة، وأهل السخط في النار، فشتّان ما بين المنزلتين.
والقول الآخر: أن أهل الجنة درجات ليسوا على مرتبة واحدة، وأهل النار دركات، فليسوا سواء في عذابهم، فهذا الفرق بين القولين.
هل المقصود بذلك أن أهل الجنة بمنزلة لا تقاس بأهل النار، أو أن أهل الجنة على مراتب، وأهل النار على مراتب أيضاً، ليسوا سواء؟
والآية تحتمل هذا، وهذا، والقول الثاني كأنّه يتضمن القول الأول، وزيادة، يعني هؤلاء يتفاوتون في النعيم، وهؤلاء يتفاوتون في العذاب، فهؤلاء أهل الجنة في منزلةٍ غير منزلة أهل النار، وهم يتفاوتون فيها، وكذلك أهل النار هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ فكأن هذا القول الثاني أشمل من القول الأول، يتضمّنه، وزيادة، فأهل الجنة في منزلةٍ رفيعة، وأهل النار في منزلةٍ وضيعة، وهؤلاء على درجات، وهؤلاء في دركات - والله أعلم -.