الجمعة 11 / ذو القعدة / 1446 - 09 / مايو 2025
ٱلَّذِينَ قَالُوا۟ لِإِخْوَٰنِهِمْ وَقَعَدُوا۟ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا۟ ۗ قُلْ فَٱدْرَءُوا۟ عَنْ أَنفُسِكُمُ ٱلْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَٰدِقِينَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"وقوله: الَّذِينَ قَالُواْ لإِخْوَانِهِمْ وَقَعَدُواْ لَوْ أَطَاعُونَا مَا قُتِلُوا [سورة آل عمران:168] أي: لو سمعوا من مشورتنا عليهم في القعود، وعدم الخروج ما قتلوا مع من قتل، قال الله تعالى: قُلْ فَادْرَءُوا عَنْ أَنفُسِكُمُ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ [سورة آل عمران:168] أي: إن كان القعود يسلم به الشخص من القتل، والموت؛ فينبغي أنكم لا تموتون، والموت لا بد آتٍٍ إليكم، ولو كنتم في بروج مشيدة، فادفعوا عن أنفسكم الموت إن كنتم صادقين.
قال مجاهد عن جابر بن عبد الله - ا -: نزلت هذه الآية في عبد الله بن أبي بن سلول".

مثل هذا التعبير يدل على أنه ممن نزلت فيه الآية، وإلا فالآية أعم من هذا، فكل من قال هذه المقالة فهو داخل في هذا، فأشرافهم وسراتهم في هذا سواء.

مرات الإستماع: 0

"الَّذِينَ قالُوا [آل عمران:168] بدلٌ من الذين نافقوا، ولِإِخْوَانِهِمْ في النسب؛ لأنهم كانوا من الأوس، والخزرج".

"الَّذِينَ قالُوا بدلٌ من الذين نافقوا" فهم القائلون، "لِإِخْوَانِهِمْ في النسب؛ لأنهم كانوا من الأوس، والخزرج" هذا كما سبق في موضعٍ سابق، بأن هذه الأخوة قد تُقال للأخوة في النسب باعتبار أنهم من القبيلة نفسها، وقد تكون هذه الأخوة باعتبار الاشتراك في البلد، وذكرت لكم أن ذلك مما يحتمله قوله تعالى في قصة الأحزاب: وَالْقَائِلِينَ لِإِخْوَانِهِمْ هَلُمَّ إِلَيْنَا [الأحزاب:18] فيحتمل أنه قاله لأخيهم بالنسب، أو لإخوانهم من القبيلة، أو الإخوة في الدين، سواء كان المقصود أهل النفاق فهم الأخوة بينهم على هذا الأساس الفاسد، أو باعتبار ما ينتسبون إليه ظاهرًا من الإسلام، أو باعتبار البلد التي يشتركون فيها.

"قوله: قُلْ فَادْرَؤُا [آل عمران:168] أي: ادفعوا، والمعنى ردٌّ عليهم".

الدرء: يُقال للميل إلى أحد الجانبين، وأصله دفع الشيء، يعني: ادفعوا عن أنفسكم.