الخميس 24 / ذو القعدة / 1446 - 22 / مايو 2025
إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱشْتَرَوُا۟ ٱلْكُفْرَ بِٱلْإِيمَٰنِ لَن يَضُرُّوا۟ ٱللَّهَ شَيْـًٔا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"ثم قال تعالى مخبراً عن ذلك إخباراً مقرراً: إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ أي: استبدلوا هذا بهذا لَن يَضُرُّواْ اللّهَ شَيْئًا أي: ولكن يضرون أنفسهم وَلهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ [سورة آل عمران:177]".

حتى هذه الآية ابن جرير - رحمه الله - يحملها على المنافقين مع أن الآية أعم من هذا كما قال الله في أول سورة البقرة: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى [سورة البقرة:16] وكقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ [سورة النساء:44].
فالحاصل أن كل هؤلاء الكفار، وكذا أهل النفاق؛ قد اشتروا الضلالة بالهدى، واشتروا الكفر بالإيمان، وسبق الكلام على معنى الاشتراء أنه المعاوضة، وبيّنا أن هؤلاء لم يكن عندهم الإيمان أصلاً، وأن المراد بذلك هو أنهم آثروا الكفر على الإيمان، واختاروه؛ فصحَّ أن يعبر عن ذلك بالشراء.

مرات الإستماع: 0

إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا [آل عمران:177] الآية، هم المذكورون قبل، أو على العموم في جميع الكفار".

إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ عند ابن جرير: هم المنافقون[1] والكفار أيضًا اشتروا الكفر، أي استعاضوا به عن الإيمان، اشتروا الضلالة بالهدى "أو على العموم في جميع الكفار" يعني إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ ليس المقصود به خصوص الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ الذين ذكرهم قبل ذلك، هذا احتمال إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ هم أولئك المذكورون الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ أو عموم الكفار إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا يكون كلامًا جديدًا، لا تعلق له بما بعده، يعني كأنه لما ذكر خصوص الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ عمّ بعد ذلك.

  1. تفسير الطبري = جامع البيان ط هجر (6/257).