حتى هذه الآية ابن جرير - رحمه الله - يحملها على المنافقين مع أن الآية أعم من هذا كما قال الله في أول سورة البقرة: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرُوُاْ الضَّلاَلَةَ بِالْهُدَى [سورة البقرة:16] وكقوله تعالى: أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ أُوتُواْ نَصِيبًا مِّنَ الْكِتَابِ يَشْتَرُونَ الضَّلاَلَةَ وَيُرِيدُونَ أَن تَضِلُّواْ السَّبِيلَ [سورة النساء:44].
فالحاصل أن كل هؤلاء الكفار، وكذا أهل النفاق؛ قد اشتروا الضلالة بالهدى، واشتروا الكفر بالإيمان، وسبق الكلام على معنى الاشتراء أنه المعاوضة، وبيّنا أن هؤلاء لم يكن عندهم الإيمان أصلاً، وأن المراد بذلك هو أنهم آثروا الكفر على الإيمان، واختاروه؛ فصحَّ أن يعبر عن ذلك بالشراء.