قال سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: "لما نزل قوله تعالى: مَّن ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً [سورة البقرة:245] قالت اليهود: يا محمد! افتقر ربك، يسأل عباده القرض، فأنزل الله: لَّقَدْ سَمِعَ اللّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاء الآية [سورة آل عمران:181]" رواه ابن مردويه وابن أبي حاتم.
وقوله: سَنَكْتُبُ مَا قَالُواْ تهديد ووعيد، ولهذا قرنه تعالى بقوله: وَقَتْلَهُمُ الأَنبِيَاء بِغَيْرِ حَقٍّ [سورة آل عمران:181] أي: هذا قولهم في الله، وهذه معاملتهم لرسل الله، وسيجزيهم الله على ذلك شر الجزاء، ولهذا قال تعالى: وَنَقُولُ ذُوقُواْ عَذَابَ الْحَرِيقِ ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللّهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ [سورة آل عمران:181-182] أي: يقال لهم ذلك تقريعاً، وتوبيخاً، وتحقيراً، وتصغيراً".