الإثنين 06 / ربيع الآخر / 1447 - 29 / سبتمبر 2025
وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ لَمَن يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَٰشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِـَٔايَٰتِ ٱللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۗ أُو۟لَٰٓئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ إِنَّ ٱللَّهَ سَرِيعُ ٱلْحِسَابِ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَآ أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلّهِ لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ ۝ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [سورة آل عمران:199-200].
يخبر تعالى عن طائفة من أهل الكتاب أنهم يؤمنون بالله حق الإيمان، وبما أنزل على محمد ﷺ، مع ما هم يؤمنون به من الكتب المتقدمة، وأنهم خاشعون لله، أي: مطيعون له، خاضعون متذللون بين يديه.
لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً أي: لا يكتمون ما بأيديهم من البشارات بمحمد ﷺ، وذكر صفته، ونعته، ومبعثه، وصفة أمته، وهؤلاء هم خيرة أهل الكتاب، وصفوتهم؛ سواء كانوا هوداً، أو نصارى، وقد قال تعالى في سورة القصص: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ ۝ وَإِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ ۝ أُوْلَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا الآية [سورة القصص:52-54]، وقد قال تعالى: الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ [سورة البقرة:121] وقد قال تعالى: وَمِن قَوْمِ مُوسَى أُمَّةٌ يَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ يَعْدِلُونَ [سورة الأعراف:159] وقال تعالى: لَيْسُواْ سَوَاءً مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَآئِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ [سورة آل عمران:113] وقال تعالى: قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا ۝ وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً ۝ وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا [سورة الإسراء:107-109].
وهذه الصفات توجد في اليهود ولكن قليلاً، كما وجد في عبد الله بن سلام وأمثاله ممن آمن من أحبار اليهود، ولم يبلغوا عشرة أنفس، وأما النصارى فكثير منهم يهتدون، وينقادون للحق كما قال تعالى: لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى [سورة المائدة:82] إلى قوله تعالى: فَأَثَابَهُمُ اللّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا الآية [سورة المائدة:85]، وهكذا قال هاهنا: أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ الآية [سورة آل عمران:199].
وقد ثبت في الحديث أن جعفر بن أبي طالب لما قرأ سورة كهيعص [سورة مريم] بحضرة النجاشي ملك الحبشة، وعنده البطاركة، والقساوسة؛ بكى وبكوا معه حتى أخضبوا لحاهم[1].
وثبت في الصحيحين أن النجاشي لما مات نعاه النبي ﷺ إلى أصحابه وقال: إن أخاً لكم بالحبشة قد مات فصلوا عليه فخرج إلى الصحراء فصفهم، وصلى عليه[2].
وقال ابن أبي نجيح عن مجاهد: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ [سورة آل عمران:199] يعني مسلمة أهل الكتاب، وقال عباد بن منصور: سألت الحسن البصري عن قول الله تعالى: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللّهِ الآية [سورة آل عمران:199] قال: "هم أهل الكتاب الذين كانوا قبل محمد ﷺ فاتبعوه، وعرفوا الإسلام، فأعطاهم الله تعالى أجر اثنين للذي كانوا عليه من الإيمان قبل محمد ﷺ، وبالذي اتبعوا محمداً ﷺ" [رواهما ابن أبي حاتم].
وقد ثبت في الصحيحين عن أبي موسى قال: قال رسول الله ﷺ: ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين فذكر منهم: ورجل من أهل الكتاب آمن بنبيه، وآمن بي[3].
وقوله تعالى: لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً [سورة آل عمران:199] أي: لا يكتمون ما بأيديهم من العلم كما فعله الطائفة المرذولة منهم، بل يبذلون ذلك مجاناً، ولهذا قال تعالى: أُوْلَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [سورة آل عمران:199] قال مجاهد: سَرِيعُ الْحِسَابِ يعني سريع الإحصاء [رواه ابن أبي حاتم وغيره]".

هذه الآيات كلها في من آمن من أهل الكتاب، وأما من لم يؤمن منهم فقد ذمه الله غاية الذم في القرآن، وهذا كثير، ولا يجوز لأحد بحال من الأحوال أن يظن أن اليهود، والنصارى الذين لم يؤمنوا بمحمد ﷺ بمفازة من العذاب، وأنهم ينجون عند الله - تبارك وتعالى - بل هم من حطب جهنم كما قال النبي ﷺ: لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار[4] ومن شك في كفر هؤلاء اليهود، والنصارى؛ فهو كافر مثلهم يحشر محشرهم، فلا ينبغي أن يتردد في هذا أحد، فقد بلغ الأمر ببعض أهل الهوى أو الجهل ممن ينتسب إلى الإسلام أنهم يقولون: لا نكفِّر هؤلاء، فهؤلاء مؤمنون، لا يجوز لأحد أن يحكم لهم بالنار، أو أن يطعن فيهم أو ما أشبه ذلك، فكلهم يجمعنا ويجمعهم الإيمان، فكل من آمن بالله  فإن مصيره إلى الجنة، ويحتج ببعض الآيات المشتبهات التي أثنى الله فيها على طوائف من أهل الكتاب، مع أن المقصود بها من آمن منهم، فيحتجون بمثل قوله - تبارك وتعالى -: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَالَّذِينَ هَادُواْ وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ [سورة البقرة:62] وأمثال ذلك، وسبق الكلام على آية البقرة.
على كل حال فقوله تعالى: لاَ يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَنًا قَلِيلاً [سورة آل عمران:199] قال: أي لا يكتمون ما بأيديهم من العلم، وهذا على كل حال تفسير بالنتيجة فهم يكتمون ذلك، لكن لماذا يكتمونه؟ إذا فسرنا على اللفظ فإنهم يكتمونه لما يستعيضون بذلك من الثمن القليل وهو ما يأخذونه من الرشا، أو ما ينالونه من هؤلاء الأتباع من الرئاسات، ومن الأموال، إلى غير ذلك مما يقدمونه لهم كما هو معروف حينما كانت الكنيسة تهيمن على حياة الناس، فقد كان عندهم ما يعرف بالسخرة، يأتي الإنسا،ن ويتبرع بيوم يعمل في الإقطاعات التابعة للكنيسة، فيعمل بها الناس مجاناً تديناً وتقرباً إلى الله ، فتصور الملايين! كل واحد منهم يشتغل يوماً مجاناً، أضف إلى ذلك ما يحصلونه من الرئاسات، وما يحصلونه من الرشا، فيكتمون، فيكونون قد استعاضوا بثمن قليل كما قال المعلمي - رحمه الله - في أسباب الضلال، وتعلق ذلك بالهوى، يقول: "ومنهم من يكون له في الباطل شهرة، ومعيشة، فيكون ذلك سبباً لإصراره على الباطل، فمثل هؤلاء يكون لهم في الباطل شهرة، ومعيشة، ورئاسة تحملهم على البقاء؛ لأنهم لو أسلموا سيكونون من آحاد الناس".
قوله تعالى: إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [سورة آل عمران:199] قال: يعني سريع الإحصاء، وهذا أيضاً باعتبار النتيجة، وإلا فإن معنى سريع الحساب يمكن أن يقال: أي لا يحتاج إلى عدّ كما يحتاجه البشر، فالله علمه محيط بكل شيء، لا يخفى عليه خافية، فهو سريع الحساب يحاسب خلقه جميعاً كما يحاسب واحداً منهم، فكثرتهم لا تحتاج إلى عد، وإحصاء، بحيث يحتاج ذلك إلى وقت طويل، فالله سريع الحساب، وهذا المعنى موافق للمعنى الذي ذكره ابن كثير، لكن ابن كثير - رحمه الله - عبر بالنتيجة.
وتحتمل الآية معنىً آخر وهو إِنَّ اللّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ [سورة آل عمران:199] يعني الجزاء، والأخذ، وما أشبه ذلك، فالله لا يظلم الناس شيئاً كما يحصل من المخلوقين من المطل وما أشبه ذلك في أداء الحقوق، والمعنى الأول هو الأقرب، وهو المتبادر، أي أنه لا يشغله محاسبة أحد عن محاسبة الآخر أو نحو ذلك، وبالتالي لا يحصل إبطاء بسبب كثرة الخلق، ولا يحتاج إلى عد، ولا إحصاء.
  1. أخرجه أحمد (1740) (ج 1 / ص 201) وقال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.
  2. أخرجه البخاري في كتاب فضائل الصحابة - باب موت النجاشي (3664) (ج 3 / ص 1407) ومسلم في كتاب الجنائز - باب في التكبير على الجنازة (953) (ج 2/ ص 657).
  3. أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير - باب فضل من أسلم من أهل الكتابين (2849) (ج 3 / ص 1096) ومسلم في كتاب الإيمان - باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد ﷺ إلى جميع الناس ونسخ الملل بملة (154) (ج 1 / ص 134).
  4. أخرجه مسلم في كتاب الإيمان - باب وجوب الإيمان برسالة نبينا محمد ﷺ إلى جميع الناس ونسخ الملل بملة (153) (ج 1 / ص 134).

مرات الإستماع: 0

"وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ [آل عمران:199] الآية قيل: نزلت في النجاشي ملك الحبشة، فإنه كان نصرانيًا، فأسلم، وقيل: في عبد الله بن سلام، وغيره ممن أسلم من اليهود."

وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ جاء عن أنس قال: لما جاء نعي النجاشي، يعني خبر، وفاته، قال رسول الله ﷺ: صلوا عليه قالوا: يا رسول الله نصلي على عبدٍ حبشي؟ فأنزل الله -: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ[1] هذا أخرجه النسائي في السُنن الكُبرى، والبزار، وابن المُنذر في التفسير، والطبراني في الأوسط، وفي الباب عن جماعة من الصحابة كجابر، وابن سعيد، وابن الزبير، ووحشي، وإن كانت هذه الروايات قد لا تخلو من ضعف إلا أن من أهل العلم من صحح، أو حسّن بعضها، كحديث أنس هذا الذي ذكرته آنفًا أنه هو سبب النزول.

وقيل: في عبد الله بن سلام، وغيره ممن أسلم من اليهود، ذكر الحافظ ابن كثير - رحمه الله - أن هذه الصفات توجد في اليهود، ولكن قليلًا[2] يعني: وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ قليل في اليهود، يعني قليل من اليهود من أسلم كما في عبد الله بن سلام، وأمثاله ممن آمن من أحبار اليهود، يقول ابن كثير: "ولم يبلغوا عشرة، وأما النصارى فكثيرٌ منهم يهتدون، وينقادون للحق"[3] وقال مجاهد، والحسن: هي فيمن أسلم من أهل الكتاب"[4] وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ إلى آخره، لا شك أن هذه الصفات لا تنطبق إلا على من آمن، لكن الروايات أنها نزلت فيهم كما ذكر المؤلف هنا: وقيل: في عبد الله بن سلام. . إلى آخره، هذه مراسيل عن ابن جُريج[5] وابن زيد[6] ومُجاهد[7] لا تثبت أنها سبب النزول.

"لا يَشْتَرُونَ [آل عمران:199] مدحٌ لهم، وفيه تعريضٌ لذم غيرهم ممن اشترى بآيات الله ثمنًا قليلًا."

يعني استعاض، اشتروا الضلالة بالهدى، الكفر بالإيمان، والاشتراء بآيات الله ثمنًا قليلًا، استعاضة عنها يعني بثمن قليل من الرُشى، والدنيا أيًا كانت من تحصيل المناصب، والعطايا، والهبات، ونحو ذلك، فهذا استعاضةٌ عنها بحُطامٍ من الدنيا، ولو كان كثيرًا فإنه قليل؛ لأن متاع الدنيا قليل لو كانت الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرًا شربة ماء[8] فماذا تكون هذه الرشوة التي يُعطاها مُضيّع الحق، ومُبدّله من جناح هذه البعوضة ماذا تكون؟ لا شيء، فهو مهما أُعطي فالواقع أنه قليل.

سؤال: يا شيخ أحسن الله إليك، ما دخل عليه الباء دائمًا هو الثمن؟ هو المقابل؟ اشْتَرَوا بِآيَاتِ اللَّهِ [التوبة:9] يعني ما دخلت عليه الباء هو الثمن دائمًا؟

الجواب: هذا العِوَض، والمعوَض اشْتَرَوا بِآيَاتِ اللَّهِ لكنه قد يستشكل بعضهم، هذا فيمن لم يدخل في الشيء اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى [البقرة:16] هم لم يدخلوا في الهُدى اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ [آل عمران:177] فهذا في المعوض، والمعوض منه مُطلقًا اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ يعني الآن هؤلاء لم يكونوا مؤمنين، ولم يكونوا على هُدى، لكن المعنى استعاضوا، كما قال الشاعر: 

عُوضت بالجُمة رأسًا أزعرا وبالثنايا الواضحات الدردرا
وبالطويل العمر عمرا جيدرا كما اشترى المسلم إذ تنصّرا[9]

اشترى يعني استعاض، يُقال في الاستعاضة، ولاحظ إِنَّ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الْكُفْرَ بِالإِيمَانِ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى استعاض من هذا لهذا، إذا فُسر الاستعاضة يتضح المُراد - والله أعلم - وإن كانوا فاقدين لها، يعني آثروا هذا على هذا.

  1. أخرجه النسائي في الكبرى، برقم (11022) والبزار في مسنده، برقم (6556) والطبراني في الأوسط، برقم (2667) وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، برقم (3044).
  2.  تفسير ابن كثير (2/193).
  3.  المصدر السابق.
  4.  المصدر السابق (2/195).
  5.  تفسير الطبري (6/329) وتفسير البغوي (2/155).
  6.  تفسير الطبري (6/330) والدر المنثور في التفسير بالمأثور (2/416).
  7. تفسير ابن كثير (4/473).
  8.  أخرجه الترمذي، أبواب الزهد عن رسول الله ﷺ باب ما جاء في هوان الدنيا على الله برقم (2320) وابن ماجه، أبواب الزهد، باب مثل الدنيا، برقم (4110) وصححه الألباني في صحيح الجامع، برقم (5292).
  9.  تفسير الثعلبي (الكشف، والبيان عن تفسير القرآن) (1/159).