الأحد 06 / ذو القعدة / 1446 - 04 / مايو 2025
يَٰٓأَهْلَ ٱلْكِتَٰبِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِىٓ إِبْرَٰهِيمَ وَمَآ أُنزِلَتِ ٱلتَّوْرَىٰةُ وَٱلْإِنجِيلُ إِلَّا مِنۢ بَعْدِهِۦٓ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"يقول الحافظ ابن كثير - رحمه الله تعالى -: "ينكر - تبارك، وتعالى - على اليهود، والنصارى في محاجتهم في إبراهيم الخليل ، ودعوى كل طائفة منهم أنه كان منهم.
كما روى محمد بن إسحاق بن يسار عن ابن عباس - ا - قال: اجتمعت نصارى نجران، وأحبار يهود عند رسول الله ﷺ، فتنازعوا عنده، فقالت الأحبار: ما كان إبراهيم إلا يهودياً، وقالت النصارى: ما كان إبراهيم إلا نصرانياً، فأنزل الله تعالى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ.. الآية [سورة آل عمران:65]، أي كيف تدعون أيها اليهود أنه كان يهودياً، وقد كان زمنه قبل أن ينزل الله التوراة على موسى، وكيف تدعون أيها النصارى أنه كان نصرانياً، وإنما حدثت النصرانية بعد زمنه بدهر؟ ولهذا قال تعالى: أَفَلاَ تَعْقِلُونَ [سورة آل عمران:65]".

مرات الإستماع: 0

"لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ [آل عمران:65] قالت اليهود: كان إبراهيم يهوديًّا، وقالت النصارى: كان نصرانيًّا، فنزلت الآية ردًا عليهم؛ لأن ملة اليهود، والنصارى إنما وقعت - وفي النسخة الخطية: إنما وجدت - بعد موت إبراهيم بمدة طويلة."

لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ أنها نزلت بسبب قول اليهود: كان يهوديًّا، والنصارى قالوا: كان نصرانيًّا[1].

هذا أخرجه ابن جرير، لكنه لا يصح، لا يثبت أنه سبب النزول، جاء أيضًا من رواية ابن إسحاق عن ابن عباس - ا - قال: "اجتمعت نصارى نجران، وأحبار اليهود عند رسول الله ﷺ فتنازعوا عنده، فقال الأحبار: ما كان إبراهيم إلا يهوديًّا، قال النصارى: ما كان إلا نصرانيًّا، فأنزل هذه الآية: لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنْزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالإِنجِيلُ إِلَّا مِنْ بَعْدِهِ"[2] فهذا لا يصح أنه سبب النزول.

المؤلف علق هنا، قال: أخرجه الطبري، والبيهقي في دلائل النبوة، والإسناد ضعيف.

الحاشية التي قبله في الكلام على المباهلة، وأن النبي ﷺ دعا عليًّا، وفاطمة، والحسن، والحسين، يقول: صحيح أخرجه البخاري، ومسلم، الواقع أن السياق المذكور ذكره ابن جزي: أخرجه ابن جرير، وليس في الصحيحين، وليس في رواية الصحيح: أن النبي ﷺ دعا عليًّا، وفاطمة، والحسن، والحسين، يعني هذا التخريج، وهذا التعليق: غير دقيق، السياق الذي ذكره ابن جزي ليس الذي في الصحيحين.

  1. تفسير الطبري (5/481).
  2. تفسير الطبري (5/481).