"هَاأَنْتُمْ [آل عمران:66] (ها) تنبيه، وقيل: بدل من همزة الاستفهام، و(أنتم) مبتدأ، و(هَؤُلاءِ) خبره، و(حَاجَجْتُمْ) استئناف، أو (هَؤُلاءِ) منصوب على التخصيص، و(حَاجَجْتُمْ) الخبر."
هَاأَنْتُمْ [آل عمران:66] (ها) تنبيه، وقيل: بدل من همزة الاستفهام، و(أنتم) مبتدأ، و(هَؤُلاءِ) خبره، و(حَاجَجْتُمْ) استئناف، يعني جملة مستأنفة، مبينة للجملة التي قبلها هَاأَنْتُمْ أنتم هؤلاء حاججتم، أنتم هؤلاء الأشخاص الحمقى كما يقول بعض المفسرين، وبيان حماقتكم، وقلة عقولكم: أنكم جادلتم هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ أنكم جادلتم فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ بما نطق به التوراة، والإنجيل فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ.
وبعضهم يقول: حَاجَجْتُمْ في محل نصب حال هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ حال كونكم حاججتم، والعامل في الحال اسم الإشارة (هؤلاء)؛ لما فيه من معنى الفعل، وبعضهم يقول: بأن (هؤلاء) - هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ - خبر، لكن على تقدير حذف مضاف، ها أنتم مثل هؤلاء، يصير (هؤلاء) مضاف إليه، وهو خبر، في محل رفع خبر، وجملة حَاجَجْتُمْ في محل نصب حال، لكن العامل في الحال هنا عند هؤلاء معنى التشبيه المستفاد من مثل المحذوفة هَاأَنْتُمْ هَؤُلاءِ حَاجَجْتُمْ مثل هؤلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ [آل عمران:66] أو هؤلاء منصوب على التخصيص، هاأنتم هؤلاء، أخص هؤلاء، وحاججتم الخبر، فيما لكم به علم.
"فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ [آل عمران:66] فيما نطقت به التوراة، والإنجيل فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ [آل عمران:66] ما تقدم على ذلك من حال إبراهيم."
الدعوة أنه كان يهوديًّا، أو نصرانيًّا.