السبت 05 / ذو القعدة / 1446 - 03 / مايو 2025
إِنَّ أَوْلَى ٱلنَّاسِ بِإِبْرَٰهِيمَ لَلَّذِينَ ٱتَّبَعُوهُ وَهَٰذَا ٱلنَّبِىُّ وَٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ ۗ وَٱللَّهُ وَلِىُّ ٱلْمُؤْمِنِينَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"ثم قال تعالى: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ  [سورة آل عمران:68]، يقول تعالى: أحق الناس بمتابعة إبراهيم الخليل، الذين اتبعوه على دينه، وَهَذَا النَّبِيُّ يعني محمداً ﷺ، وَالَّذِينَ آمَنُواْ من أصحابه المهاجرين والأنصار، ومن تبعهم بعدهم.
روى سعيد بن منصور عن ابن مسعود أن رسول الله ﷺ قال: إن لكل نبي ولاة من النبيين، وإن وليي منهم أبي، وخليل ربي  ثم قرأ: إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ.. الآية [سورة آل عمران:68][1]
 قوله: وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ [سورة آل عمران:68] أي: ولي جميع المؤمنين برسله".

فهذه الآية تتحدث عن تنازعهم في إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - فإن إبراهيم ﷺ تنازعته الطوائف، كل طائفة تضيفه إليها وتدعي أنه منها، وسبب النزول الذي ذكره هنا لا يصح، وسواء كان هذا هو سبب نزول الآية، أو لم يكن، فمن المعلوم أن اليهود يقولون: إن إبراهيم - عليه الصلاة والسلام - كان منهم، والنصارى كذلك يقولون: إنه منهم، وهذا الآية رد عليهم. 
  1. أخرجه الترمذي في كتاب تفسير القرآن عن رسول الله ﷺ – باب تفسير سورة آل عمران (2995) (ج 5 / ص 223) وأحمد (4088) (ج 1 / ص 429) والحاكم (3151) (ج 2 / ص 320) وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم (2158) وهو في كتاب التفسير من سنن سعيد بن منصور.

مرات الإستماع: 0

"وَهَذَا النَّبِيُّ [آل عمران:68] عطف على الذين اتبعوه، أي: محمد ﷺ"

إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ [آل عمران:68] وَهَذَا النَّبِيُّ داخل في الذين اتبعوه، لكن خصه لما له من مزيد الاختصاص بذلك، النبي ﷺ أحق الناس بالنسبة إلى إبراهيم  - عليه الصلاة، والسلام - ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا [النحل:123].

"أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لأنه على دينه وَالَّذِينَ آمَنُوا أمة محمد ﷺ"

ولهذا هذه الأمة حنيفية مسلمة، وكما قال الله : مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا [الحج:78] على قولين، بعضهم يقول: الضمير يرجع إلى أقرب مذكور، يعني إبراهيم - عليه الصلاة، السلام - هو الذي سماكم المسلمين، وبعضهم يقول: يرجع إلى الله والقولان بينهما ملازمة؛ لأن تسمية إبراهيم إنما تكون بوحي من الله هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا [الحج:78].