السبت 05 / ذو القعدة / 1446 - 03 / مايو 2025
وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ ٱلْكِتَٰبِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّآ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ

المصباح المنير التسهيل في علوم التنزيل لابن جزي
مرات الإستماع: 0

"وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ ۝ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ ۝ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ۝ وَقَالَت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ آمِنُواْ بِالَّذِيَ أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُواْ آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ۝ وَلاَ تُؤْمِنُواْ إِلاَّ لِمَن تَبِعَ دِينَكُمْ قُلْ إِنَّ الْهُدَى هُدَى اللّهِ أَن يُؤْتَى أَحَدٌ مِّثْلَ مَا أُوتِيتُمْ أَوْ يُحَآجُّوكُمْ عِندَ رَبِّكُمْ قُلْ إِنَّ الْفَضْلَ بِيَدِ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ۝ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَن يَشَاء وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ [سورة آل عمران:69-74]، يخبر تعالى عن حسد اليهود للمؤمنين، وبغيهم إياهم الإضلال، وأخبر أن وبال ذلك إنما يعود على أنفسهم، وهم لا يشعرون أنهم ممكورٌ بهم".

قوله تعالى: وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ [سورة آل عمران:69] هنا كلام الحافظ ابن كثير - رحمه الله - على أن الإضلال على ظاهره، وهو إزاغة أهل الإيمان، وصرفهم عن الحق، وهذا الذي يدل عليه سبب النزول، وتدل عليه الآيات الأخرى.
ومن أهل العلم من يحمل ذلك على معنى الإهلاك، كابن جرير - رحمه الله - وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ [سورة آل عمران:69] أي: وما يهلكون إلا أنفسهم، والإهلاك هو من لوازم الإضلال، وليس هو معنى الإضلال - والله أعلم -.

مرات الإستماع: 0

"وَدَّتْ طَائِفَةٌ [آل عمران:69] هم اليهود، دعوا حذيفة، وعمارًا، ومعاذًا إلى اليهودية."

هذا يذكره بعض المفسرين من غير إسناد، لا يصح أن هذا سبب النزول وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِنْ عِنْدِ أَنفُسِهِمْ [البقرة:109] هذا حقيقة ما هم عليه وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وهنا وَدَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ [آل عمران:69].

"وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ [آل عمران:69] أي: لا يعود، وبال الإضلال إلا عليهم وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ [آل عمران:70] أي: تعلمون أن محمدًا ﷺ نبي."