يقول سبحانه: لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ، قال ابن كثير: "أي تعلمون صدقها وتتحققون حقها"، يعني تعلمون أنها حق من الله تعالى، وهذا الذي عليه كثير من المفسرين من المحققين، كابن جرير، وابن القيم.
ومن أهل العلم من يقول: إن قوله: وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ أي: ما في كتبكم من ذلك، يعني أنكم تجدونه في كتبكم، أو وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ بمثلها من آيات الأنبياء، يعني أنتم لماذا تقرون للأنبياء - عليهم الصلاة والسلام - والنبي ﷺ قد جاء بنظير ذلك من الآيات، ثم تنكرونها؟!
وهذه الأقوال غير متعارضة، فالله ينكر عليهم هذا الكفر بآيات الله، وهم يعلمون أنها حق، باعتبار أنها موجودة في كتبهم، وعندهم أدلة تدل على أنها حق مما رأوا من رسول الله ﷺ من دلائل نبوته، فلا تعارض في هذا حيث يعرفون نعته -ﷺ، وأن الدين عند الله الإسلام.